فى المسيرة الشعبية الهائلة التى خرجت لتشييع «ضحية الإخوان» فى المنصورة «محمد جمال الدين بدير»، هتفت الجموع: «الشعب يريد إعدام الإخوان»، وهو الهتاف الذى يتكرر من الجموع الشعبية التى تزف الشهداء إلى السماء بعد قتلهم بواسطة الإرهابيين.
فى تفاصيل قصة الذبح، كان الرجل «32 عاما» يقود سيارته التاكسى على بعد 10 أمتار من مسيرة للجماعة مساء أمس الأول، وأراد العبور منها، وهناك من يقول إنه رفع علامة النصر بإصبعيه، وفى رواية أخرى كان يعلق صورة الفريق أول عبدالفتاح السيسى على السيارة، وبسبب ذلك تم الاعتداء على السيارة وحرقها وتوجيه الطعنات إليه فمات فى الحال.
فى تقرير الطب الشرعى أن «الذبيح» أصيب بجرح قطعى شبه ذبحى غائر من بداية الذقن وحتى العنق، وجرح طعنى بالصدر تسبب فى تمزيق بالرئة والقلب وجرحين قطعيين بالظهر وثلاث طعنات غير نافذة بالظهر، وأن الطعنات جاءت بأكثر من نوع من الأسلحة البيضاء وليس سلاحا واحدا.
يستوقفنا فى هذه الجريمة البشعة، أن المتظاهرين خرجوا من مسجد «الشناوى» بعد صلاة المغرب، لكنهم ضربوا عرض الحائط بكل ما تحضنا عليه الصلاة من صلاح وتقوى وتقرب إلى الله سبحانه تعالى، وارتكابهم لهذه الجرم يؤكد أنهم يستخدمون المساجد للاتجار بالدين، وتنفيذ مصالحهم الخاصة حتى لو تعارضت مع صحيح الدين.
فى هذه الجريمة أيضا، نحن لسنا أمام سلوك فردى، بل أمام تصرف «قطيع» إجرامى، فحسب تقرير الطب الشرعى جاءت الطعنات من أكثر من نوع من الأسلحة البيضاء وليس سلاحا واحدا، أى أننا أمام جمع يحمل السلاح، وأقدم على جريمته دون أدنى تفكير، وفى سلوك يتطابق تماما مع الحيوانات المفترسة التى تجرى وراء صيدها الضعيف بمجرد شم رائحته، وفى الجريمة أيضا يتضح استخدام المولوتوف الذى أفتت الجماعة بأن استخدامه لا يدخل فى باب التحريم الدينى، وتلك عينة أخرى على تطويع الدين لصالح ما تفعله الجماعة، والدين من أفعالها برىء.
فى هذه المأساة نتعجب من قدرة الجماعة على الكذب، حيث سبقت الكل ببث فيديو كاذب تزعم فيه أن السائق دهس بسيارته سيدة، وهذا لم يحدث ونفاه كل شهود العيان، لكنها تريد نفى الجريمة عن نفسها، وتثبيت رؤية كاذبة لأنصارها لاستخدامها دفاعا عن نفسها، وهذا ما تفعله فى كل ممارساتها بعد ثورة 30 يونيو، وأبرزه الزعم بأن آلافا قتلوا فى فض اعتصام رابعة العدوية.
نحن أمام تصرف همجى يأتى فى سياق مخطط إرهابى شامل، فسائق المنصورة الذى تم ذبحه، هو نفس الضابط والجندى المسكين الذى يتم قتله أثناء تأدية عمله فى سيناء والإسماعيلية أو أى مكان فى مصر، هو نفس أستاذ الجامعة، الذى يتم إهانته ومنعه من دخول المدرجات على أيدى طلاب الإخوان.
الربط صحيح بين ذبح سائق المنصورة، وعمليات العنف فى مظاهرات الطلاب فى جامعة الأزهر وجماعات أخرى، وهى ورقة أخيرة تلعب بها الجماعة، لا يعنيها فى ذلك الخسارة الشعبية التى تلاحقها، فهى تسعى إلى ضرب وتفكيك الدولة المصرية، من أجل تهيئة الطريق لتنفيذ مخططها الشرير.