الله يرحمها ثورة 25 يناير.. سيذكر التاريخ أنها كانت أعظم إنجازاتنا وأفظع جرائمنا، فأكثر من ظلم تلك الثورة هم أبناؤها، فأمامنا جماعة الإخوان التى انتقلت بفضل الثورة من جماعة محظورة إلى جماعة محظوظة، واستطاعت أن تحكم مصر لمدة عام كامل، فكان أنيل وأسود من حكم الكفار المجوس فى العصر المنحوس، حتى إننا خرجنا فى ثورة أكبر لنتخلص من نحسهم وجهلهم وعشيرتهم الحمقاء، ولكنهم مصرون حتى الآن على هذه الحماقة تحت شعار (إحنا اللى أحبطنا الإحباط)، مع إن ما يفعلونه هو (المادة الخام للغباء)، فلقد قضوا على أى فرصة لهم فى الحكم أو حتى فى المشاركة السياسية، وأصبحوا فى حكم المجتمع إرهابيين لا يستحقون إلا العقاب والإعدام. فألف ألف مبروك عليكم وعلى مؤيديكم هذا الإنجاز العظيم، ومن قبلهم تأتى نكسة المثقفين والنخبة السادة حملة مشاعل التنوير، الذين اكتفوا بالظهور فى الإعلام، وتحليل الأحداث والحكى والرغى بدون أى رصيد فى الشارع، وبدون أى محاولة ناجحة أو فاشلة فى المشاركة فى حكم مصر. كل ما أخذناه منهم (كلام فى كلام فى كلام) فكانت النتيجة الطبيعية أن تتسيد البلاد الأحزاب الدينية بكل ما تعانيه من سطحية وفاشية، أو أن تتمنى أغلبية الشعب أن نعود لحكم العسكريين لأن لا بديل عنهم.. إلا المتاجرين بالدين؟.ونتساءل أين النخبة والمثقفين فنجدهم موزعين على القنوات الفضائية، يحللون الأحداث أو (يحللوا لقمتهم). ثم نأتى لشباب الثوار الذين يحاولون الآن تشويه أنفسهم، وكأنهم مجانين فما الداعى لمواجهة الدولة الآن، ممثلة فى الشرطة والجيش، ونحن مازلنا متورطين فى حرب مع الإرهاب، وضد عشيرة كلنا عانينا من حكمها وتسلطها. هل يعتقد شباب الثوار أن المصريين الآن مهتمون بحقهم فى التظاهر فى الوقت الذى يخافون على حقهم فى الحياة. ثم إن كل الدول العظيمة أو الضعيفة، ينظمون التظاهر بقوانين، ولماذا هذا التصيد لأجهزة الدولة بدلا من مساندتها فى مواجهة هذا الإعصار، ثم فتح النقاش فى هذا القانون فى وقت لاحق. وفى النهاية نحن هذا الشعب الذى ظن أن تغييره لحكامه يكفيه ليصلح حاله. لم يفكر أحد فينا أن يتغير بل زاد الفساد والفوضى والأنانية لتسوء الأحوال كل يوم أكثر ونبكى بعد ذلك على الثورة.