نحن فى طوفان ولا حل لنا سوى النجاة ما ينبغى أن نضعه تحت الأقدام هو السلبية وقائمة أمراضنا الاجتماعية أما الوطن فمكانه فوق الرؤوس النجاة تبدأ بأعمار الوطن نفسيا واجتماعيا واحترام القانون.
النجاة تبدأ عندما نصنع طوفان العمل ومناخا ترتفع فيه درجة حرارة الديمقراطية الاجتماعية التى يعرفها البعض بأنها تعنى أن يعيش الجميع فى وطن للجميع بصرف النظر عن الانتماء الحزبى وبصرف النظر عن التعصب لفكرة أو لرأى أو جنس، نحن فى طوفان وما يجب أن يغرق فيه هو ثقافة الاستهانة، الاستهانة بالآخر تصادر على حقه وحريته وعندما نعيش فى وهم إنه لا أحد إلا نحن ولا محيط إلا المساحات التى نشغلها ولا أفكار سوى التى تقف على أبواب عقولنا، فالناتج سيكون سيادة العشوائية فى السلوكيات والأماكن والثقافة والبشر وميلاد الإرهاب، ثقافة الاستهانة يراها البعض أصل الشرور الاجتماعية.
النجاة من الطوفان بسيادة واحترام القانون واحترام الثوابت الاجتماعية التى تمكننا من التعامل مع المستجد ومع وجهات النظر المخالفة لوجهات نظرنا، والثوابت الاجتماعية كما يعرفها علم الاجتماع هى تلك العوامل التى تجعل علاقاتنا داخل المجتمع تدور فى اطار متواصل متداخل متعاون بالأخذ والرد وفق قيم تتراوح بين التسامح واحترام المخالف، الثوابت الاجتماعية تمنح المجتمعات حياة سوية وفق محددات تبدأ وتنتهى بالاحترام.
النجاة من الطوفان تبدأ بالعمل عبر الشخصية المصرية من فرن التغييرات وإغراق حالة الإحباط واسترداد الثقة بالشخصية المصرية، قد نصدق أن المجتمع أصيب بوعكة صحية وسياسية اجتماعية طالت وما كان لها أن تطول، ولكننا نصدق أيضا ونثق أننا قادرون على التعافى والشخصية المصرية الحقيقية تمتلك مناعة السقوط فى بئر المتناقضات.
النجاة من الطوفان تكتمل باستخراج الإيجابية ووجود الاحترام المتبادل بين الدولة والأفراد وعدم الاستسلام لموجات الإغراق التى تحاول تفتيت المجتمع، لابد أن تتوقف مرحلة الثورة لنبدأ مرحلة التوافق وإعادة بناء الدولة، لابد أن ننجو من طوفان الاستنزاف العنيف وننهى حالة الصراع العقيم لأنه صراع يقود للهزيمة مصر الوطن لا يليق بها سوى الانتصار بجدارة.