أكرم القصاص

شروخ فى مرايا أردوغان

الجمعة، 20 ديسمبر 2013 06:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواجه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان العديد من التحديات والصدامات، على أكثر من صعيد، سوف تحدد نتائجه مستقبل أردوغان وحزبه. الظاهر وبسرعة غير متوقعة تتهاوى صورة رجب طيب أردوغان، وهى الصورة التى صدرها أردوغان عن نفسه وحزبه أنه ضد الفساد ومع الحريات، وتنسفها قضايا الفساد المتفجرة وتقارير المنظمات الدولية عن الحريات فى تركيا.
فقد تصدرت تركيا للعام الثانى على التوالى أكثر البلاد قمعًا للصحفيين، فى تقرير لجنة حماية الصحفيين الدولية، ضمن قائمة أسوأ 10 دول من حيث سجن الصحفيين، وهى إريتريا، وفيتنام، وسوريا، وأذربيجان، وإثيوبيا، ومصر، وأوزبكستان، وقد عرف عن أردوغان أنه أحد أعداء الصحافة لكونه يتعامل مع الإعلام التركى على طريقة «من ليس معنا فهو ضدنا». وبالتالى فإن هذه الصورة ترتبط مع قضية الفساد التى تفجرت فى أرجاء حكومة أردوغان ووزراء حزبه العدالة والتنمية، والتى ربما تضاعف من تهاوى صورة أردوغان وتؤثر على مستقبله وحزبه.
فقد ألقى ضباط من وحدات الجرائم المالية والمنظمة والتهريب، القبض على أكثر من 52 شخصا، بينهم ثلاثة أبناء لوزراء فى حكومة أردوغان الثلاثاء الماضى، بعد اتهامهم بالتورط فى قضايا رشوة وفساد مالى مرتبط بالحكومة، وقالت صحيفة «حريت» التركية إنه تم اعتقال نحو 84 شخصًا للتحقيق معهم فى قضايا رشوة فى مناقصات عامة متورط بها قادة أمنيون ورجال أعمال وشخصيات سياسية واقتصادية معروفة بقربها من حزب العدالة والتنمية الحاكم، فضلا عن عدد من أبناء وزراء الداخلية والاقتصاد والتجارة والبيئة فى حكومة أردوغان، وقالت الصحيفة إن عمدة منطقة فاتح بإسطنبول متهم بالرشوة.
رئيس الوزراء التركى لم يترك القضية لتأخذ مجراها فى أجهزة التحقيق والقضاء، وسارع بوقف وفص الضباط الخمسة الذين أشرفوا على ضبط المتهمين بالفساد فى إسطنبول وأنقرة واتهمهم بسوء استغلال مناصبهم، وفقا لما أوردته بى بى سى، أردوغان اعتبر اتهام أنصاره بالفساد مؤامرة ضده، ضمن ما أسماه «تحالفات قذرة» و«تآمر سياسى»، وأصابع خارجية تحاول وقف صعود تركيا عالميا.
أردوغان بدا عصبيًا خاصة أن المتهمين أبناء وزراء وقيادات أمنية وسياسية كبرى فى حزب أردوغان، الذى يخوض ـ حسب محللين ـ صراعا مع أنصار فتح الله جولن، المعارض المنفى بأمريكا، والذى كان أحد الداعمين لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وأيا كانت النتائج فإن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يواجهان السقوط، بعد تفجر الفساد وانهيار صورة الاعتدال والنجاح.
أردوغان واجه ومازال احتجاجات من معارضين واتهامات بالفساد، وصلت إلى أن أشعل مواطن النار فى نفسه أمام مبنى البرلمان بأنقرة الثلاثاء.
لقد تزايدت الشروخ فى مرايا أردوغان، وصورته التى تهاوت حتى لدى الغرب ـ الذى طالما دافع عنه ـ بعد تقارير تكشف عن الفساد وتحالف المال مع السلطة، والقمع وقد وجهت صحيفة «الجارديان» البريطانية انتقادات لأردوغان لأنه أساء التعامل مع المظاهرات فى جيزى بارك بإسطنبول، فحولها إلى احتجاج ضد نمط حكمه، وكشف تعامله مع الأزمة، عن أنه لا يفهم، ولا يحترم المعارضة، فضلا عن الإقصاء والاستبعاد والقمع، الذى يطيح بصورة القائد المعتدل التى سوقها، بينما يكشف عن وجه قمعى، وأيضا عن تراجع فى الاقتصاد أكبر مما يسعى للتغطية عليه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة