حركة «تمرد» تناست أنها لا وجود لها على أرض الواقع، وأن «تمرد» مجرد فكرة تبناها الشعب، لإزاحة حكم جماعة إرهابية، وسخر لها خدماته، واحتضن مؤسسها محمود بدر، ثم وجدنا بجواره مجموعة من الشباب تساعده، وكان خطابهم هادئا ومتزنا ويصل للبسطاء.
وعندما تجولوا بين أستوديوهات القنوات الفضائية المختلفة، وجلسوا فى أروقة قصور الحكم، بدأوا فى الإصابة بفيروس الغرور الذى أصيب به أعضاء حركة 6 إبريل، ووضع عدد منهم أيديهم فى أيدى هذه الحركة ونحانيح الثورة ونشطاء السبوبة الذين لم يخرجوا بتقرير إدانة واحد ولو من باب الحياء وذرا للرماد فى العيون ليدينوا الجريمة البشعة للجماعة الإرهابية التى ذبحت سائق التاكسى بالمنصورة.
ثم بدأوا يتحدثون على أنهم يملكون الحق الحصرى فى إزاحة نظام جماعة الإخوان الإرهابية، وبدأوا يتقربون من نحانيح وكهنة يناير، ويقدمون لهم القرابين، وعرابين التسامح والوفاء والولاء ليرضوا عنهم، وأولها أنهم ضد ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لانتخابات الرئاسة، بل هتف عدد ممن يتخذون من الحركة شعارا ضد القوات المسلحة فى الإسكندرية.
حركة تمرد التى لا يتجاوز عددها حاليا عدد أصابع اليد الواحدة، وجميعهم من صغار السن، وعديمى الخبرة، بدأوا يصابون بفيروس الغرور والغيرة من بعضهم البعض، فدب مرض الانقسام، والاختلاف بينهم، ولم يدركوا أن تمرد الفكرة انتهت بإزاحة نظام الجماعة الإرهابية وعزل محمد مرسى من منصبه، وعليهم أن يعودوا إلى صفوف الناس، ومن شاء منهم أن ينتهج العمل السياسى فليذهبوا إلى المنابر السياسية الشرعية، خاصة أنه لا شرعية لجماعات أو حركات، لا تقنن وضعها القانونى.
اتضح الانقسام بين قيادات تمرد مؤخرًا، وتحديدا بعد انتهاء لجنة الخمسين من عملها، حيث فوجئوا بأنهم لا عمل لهم، فبدأوا فى السير على طريقة 6 إبريل، وخرج محمود بدر، بتصريح يؤيد ترشيح السيسى لخوض انتخابات الرئاسة، فخرج حسن شاهين المتحدث باسم حركة تمرد، بتصريح غريب، يؤكد فيه أن تصريح «بدر» مجرد تصريح شخصى لا يعبر عن رأى الحركة، وأن الرأى الغالب فى الحركة هو رفض ترشح الفريق السيسى للرئاسة، وأن يحافظ على صورته كبطل شعبى أدى دوره كاملًا فى 30 يونيو.
وأسأل الأخ حسن شاهين: بصفتك إيه تسلب حق أى شخص فى الترشح للرئاسة طالما تنطبق عليه الشروط القانونية؟، ومن أنت لكى تقف أمام رغبة الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى التى ترى فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، المنقذ والمخلص، وتريده رئيسًا للبلاد؟
الأخ حسن شاهين ورفاقه، ينصبون أنفسهم الآن، أوصياء على الشعب، وهم لا يملكون أن يحركوا شارعا صغيرا فى حارة مزنوقة، وأن الشعب هو الذى يفرض إرادته، سواء كان يريد السيسى رئيسا، أو غيره، والأمر ينطبق على حركة 6 إبريل، وكل الأحزاب المدنية منها والدينية، والنخبة السياسية «البزرامطية»، وأنها لا تستطيع أن تفرض رأيا، وإنما الشعب يدلى بدلوه، ويقول بصوت جهورى، من يريده ومن لا يريده.
وأسأل الحركات، والأحزاب الورقية والنحانيح، وكهنة يناير، والنخبة «البزرامطية»، طالما لديكم القدرة، على أن تعترضوا على ترشيح «فلان وتأييد علان، ما تورونا شطارتكم، وخوضوا الانتخابات البرلمانية، أو حتى المجالس المحلية، ولنرى شعبيتكم وتأثيركم؟».
ارحمونا، واعترفوا بحقيقة قدراتكم، ودوركم فى بناء هذا الوطن، وماذا قدمتم له، غير توظيف الأحداث والبحث عن الشهرة، والجلوس والتنقل بين أستوديوهات التحليل التنظيرى الاستهبالى للقنوات الفضائية المختلفة، وتتقمصون أدورا أكبر من قدراتكم وحقيقكتم، وترتدون ملابس واسعة جدا عليكم.