تفرح عندما تراه، لأنه يذكرك بغريزة اللعب، لم يستعر حيل الآخرين وهو يمرق كالسهم بين الخصوم، هو فى حالة طفولية عظيمة، ملامحه المحببة تؤكد على صلة قربى ما بينه وبينك، ملامح تجمع بين شقاوة الحريف وطيبة ابن الجيران المجتهد، كان أكثر لاعبى المنتخب (مع أحمد فتحى) حماسا وغضبا فى مباراة غانا الفضيحة، لأن ما حدث يتعارض مع طموحه ومع شخصيته فى الملعب، هو أحسن لاعب فى سويسرا رسميا، لأنه حصل مع بازل على الدورى ووصل معه إلى نهائى الكأس، ذاع صيته وصيت فريقه دوليا بعد مباراته ضد شيلسى فى إنجلترا، وجعلت فرقا كبيرة مثل توتنهام وانترميلان ومانشيستر يونايتد يفكرون جديا فى اللاعب الذى ولد فى إحدى قرى الدلتا سنة 1992، اللاعب الذى يحلم بارتداء قميص ريال مدريد، والذى سجل لبلاده 17 هدفا فى عشرين مباراة، الذى أطلقت عليه الصحافة الإنجليزية لقب «النملة الذرية» وأطلق عليه السويسريون لقبا يليق بموهبته «بيكاسو المصرى»، والذى يذكرك وهو يتحرك فى الجانب الأيمن من الملعب بطائر محبب لا تعرف اسمه، ولكنك تتوقع منه مفاجأة سارة، الإندبندت أشادت بموهبته وانطلاقاته وسرعته، وأخذت عليه لمسته الأخيرة وتقصيره فى دوره الدفاعى، وقالت لو تفادى العيبين سيحرز بين 20 و30 هدفا فى الموسم، هو غير مشغول بالسياسة، ولكنه عندما أراد أن يتجنب مصافحة لاعبى ماكابى الإسرائيلى، تباطأ فى تغيير الحذاء، يعرف أنه لا يلعب باسم بلده ضد أعداء أهله، هو محترف حقيقى، يحب اللعب، وننتظر منه الكثير، محمد صلاح تزوج الأسبوع الماضى، عمل الحنة فى قريته، فى صوان فى الشارع، وأتم الفرح فى القاهرة، بساطة وعذوبة ريفية قديمة.. مبروك يا جميل