قال لى أحدهم إن هتاف «يا جمال يا مبارك.. الرئاسة فى انتظارك»، الذى صاحب براءة شفيق وجمال وعلاء فى قضية الاستيلاء على أرض الطيارين، والذى أثلج صدر مبارك، كان موجها ضد ثورة يناير، وأن كل المؤشرات تؤكد عودة النظام القديم بأمنه وكتابه ومستثمريه وإعلامه، وأنه بات ضروريا العودة إلى الميادين مرة أخرى، وذهب أحد كتاب الرأى إلى المقارنة بين احترام مبارك ونجليه للقضاء وأحكامه، وبين ما فعله ويفعله الإخوان، وكيف كان صاحب الضربة الجوية الأولى حريصا على مصر بعدم تمسكه بالسلطة، أشار محدثى بالطبع إلى أحكام البراءة المتسارعة، فى الوقت الذى يحاصر فيه ثوار يناير بسياج القوانين والأحكام الانتقامية، وذهب إلى أن ثورة يونيو قامت أصلا من أجل رد الاعتبار لهؤلاء تمهيدا لعودتهم.
واشار إلى كتاب فى الصحف القومية يعتبرون ثورة يناير نكسة ورموزها عملاء، وكيف تربع الفلول على عرش الفضائيات كمذيعين وضيوف، يوجد منطق ما فى هذه التوجسات، ولكن المؤكد أن مصر قرأت الفاتحة على النظامين معا، وأنه من الصعب إقناعى أن جمال مبارك يمكنه أن ينجح فى انتخابات المحليات فى شرم الشيخ، أو أن المجموعة التى ساهمت فى تجريف البلد فى الماضى قادرة على استئناف هذا التجريف، لأننا نعرف أن عداءهم لثوار يناير أكبر من عدائهم للإخوان، لأن خصومتها مع الجماعة سيتم تسويتها فى المستقبل القريب، لأن الطرفين يعرفان بعضهما جيدا، وتاجرا ويتاجران معا، واتفقا على القضاء على ثورة يناير معا، واتفقا على عدم القصاص للشهداء معا، الإخوان يروجون لعودة جمال على مواقعهم، لكسب جمهور جديد.. قبل الاتفاق مع رجال لجنة السياسات على كل شىء.