الجريمة البشعة التى ارتكبها الإرهابيون فجر اليوم 24/12 فى المنصورة، تؤكد أن الغباء صفة لصيقة بكل متشدد، فهل يظن الذين فجروا مديرية أمن المنصورة، أن فعلتهم الخسيسة هذه ستعيد مرسى إلى السلطة؟ وهل يعتقد قيادات الجماعة القابعة وراء القضبان أن قتل 13 شخصًا، وإصابة 105 كما تقول وزراة الصحة، سيحررهم من سجنهم وسينالون أحكامًا بالبراءة من التهم الموجهة إليهم؟
للأسف، لم يقرأ هؤلاء القتلة التاريخ، لأنه سيوضح لهم بسهولة أن من المحال أن تهزم جماعة شعبًا بأسره معززاً بجيش وشرطة، حتى لو ظلت تفجر هنا وتقتل هناك عشر سنوات، ولهم فيما حدث فى الجزائر فى تسعينيات القرن الماضى أكبر دليل، لقد ظل الإرهابيون يقتلون ويفجرون عشر سنوات كاملة ولم تسقط دولة الجزائر، ولم يتعاطف معهم الشعب، فأين هذه الجماعات الآن؟ بعضها أعدم، وبعضها لقى حتفه فى المواجهات مع الشرطة، وبعضها تاب وانتبه لأخطائه، وبعضها اعتراه اليأس، والباقى فى السجون!
لا تفهم أبدًا جماعة الإخوان وأنصارها من الإرهابيين، إننا نحن المصريون قد نحتمل أى قهر، أو ظلم أو فقر، لكننا أبدًا لا نحتمل الغدر، ولا نطيق الغدارين، وذلك منذ غدر بنا اليهود قبل مئات السنين، وتلك قصة أخرى، أما الآن فقد غدر بنا الإخوان وأحبابهم مرات كثيرة فى الأعوام القليلة الفائتة، وراجع من فضلك ماذا فعلوا مع ثورة يناير، فقد رفضوا النزول فى البداية، فلما شعروا أن الشعب كاره لمبارك ونظامه، وأنه خرج بالملايين مطالبًا بإسقاط نظام غبى ومتغطرس وفاسد، التحق الإخوان بالشعب، وسرقوا ثورته بكل أسف بالتعاون مع الأمريكان!
ثم زعموا أنهم لن يرشحوا أحدًا للرئاسة، ثم تراجعوا ورشحوا صاحبنا الذى وعد بأنه سيكون رئيسًا لكل المصريين، ثم حنث بوعده، وصارت الجماعة وأصدقاؤها يستولون على أجهزة الدولة ويفككونها، ثم أصدر مرسى إعلانه الدستورى المشبوه، فثارت الملايين ضده، وهكذا سلسلة صدئة من الغدر والكذب، انتبه لها المصريون فى النهاية، وها هى جريمة المنصورة الخسيسة تؤكد غباءهم التاريخى، فلا مستقبل مع غدر، ولا أمل لإرهاب!
اللافت للانتباه، أن جريمة المنصورة البغيضة تؤكد أن العملية رصد لها مبالغ طائلة، ويبدو أن وراءها أجهزة مشبوهة ودول معادية، أما الذين فجروا فهم حفنة من الجهلاء والمأجورين، لذا على الحكومة المصرية أن تبذل مزيدًا من الجهد لاكتشاف كل الذين خططوا ورصدوا ونفذوا، وتعلن أسماءهم وتقدمهم للمحاكمة فى التو لتصدر فى حقهم أحكامًا سريعة، بدلاً من هذا البطء اللعين فى محاكمات قيادات الإخوان "دومة وماهر حكم عليهما بسرعة مذهلة.. أليس غريبًا؟"، أقول.. إذا لم تفعل الحكومة ذلك فلا تستحق أن تحكم هذا الشعب الطيب الذى وثق فى قدراتها، ولم يتلق منها حتى الآن ما يستحق من رعاية واهتمام.
كلمة شكر أخيرة:
شكرًا أيها الإخوان.. شكرًا أيها الإرهابيون لأنكم تضاعفون البغض فى نفوس الشعب كل يوم.
ترى.. كيف سيبرر الأستاذ فهمى هويدى غدًا جريمة المنصورة؟