فى حرب أكتوبر 1973 كان استشهاد البطل العظيم العقيد إبراهيم الرفاعى، الذى قاتل الجيش الإسرائيلى طوال الحرب التى بدأت فى اليوم السادس من الشهر، حتى جاءت لحظة الاستشهاد يوم 19 وهو يقاتل بالسلاح.
فى كتاب «المجموعة 39 - مدد يا رفاعى» للكاتب الصحفى محمد الشافعى رئيس تحرير مجلة الهلال، يتحدث عن محاولة إبراهيم الرفاعى لفك وطأة ثغرة الدفراسور التى حاول الجيش الإسرائيلى من خلالها احتلال إحدى مدن القناة، وقبل أن يقوم بمهمته القتالية فى ذلك، قام بمهمة أخرى هى ضرب مطار «الطور» يوم 17 أكتوبر فى عملية لـ«المجموعة 39»، شارك فيها النقيب خليل جمعة ومعه العقيد عالى نصر والرائد وسام حافظ والرائد محسن طه والملازم أول عبد العزيز عثمان.
فى يوم 18 أكتوبر كان «الرفاعى» فى غرفة العمليات أمام الرئيس السادات، والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، وطلبا منه وضع خطة لتدمير المعبر الذى أقامه الجيش الإسرائيلى، فوضع «الرفاعى» الخطة التى قامت على نسف المعبر عن طريق الضفادع البشرية، لكن عند وصوله إلى منطقة الجيش الميدانى وفى مركز قيادته علم استحالة نسف المعبر عن طريق الضفادع البشرية، والسبب كما يقول البطل نبيل عبد الوهاب أحد الضفادع الثمانية المكلفين بالمهمة، أن العدو الإسرائيلى سيطر على منطقة جنوب الدفراسور.
فى مركز قيادة الجيش الثانى كانت التعليمات الجديدة لـ«الرفاعى» من الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ضرورة تحرك «الرفاعى» ومجموعته على طريق «المعاهدة» للوصول إلى تقاطع «سرابيوم» عند قرية «نفيشة»، والتمسك بهذا الموقع مهما كان الثمن، وذلك لمنع قوات العدو من التقدم لاحتلال الإسماعيلية.
احتل «الرفاعى» ومجموعته مواقعهم واكتشفت قوات الاستطلاع مجموعة من دبابات العدو تتقدم فى اتجاه أحد مواقع الصواريخ المضادة للطائرات، وفى اتجاه مواقع الصواريخ تقدم الرفاعى ومعه الرقيب أول مصطفى إبراهيم والعريف محمد الصادق عويس، والمقاتل شريف عبد العزيز، وهم من أمهر رماة القاذف الصاروخى «آربى جى 7» والمدفع 84 المضاد للدبابات عديم الارتداد.
صعدت المجموعة إلى أعلى نقطة فى الموقع ليكشفوا قوات العدو، غير أنهم كانوا مكشوفين أيضا للعدو، وتم الاشتباك وتدمير دبابتين، فتوقف «قول الدبابات» ولكنه واصل إرسال قذائفه فى اتجاه الرفاعى ومجموعته.
كان قرآن صلاة الجمعة يتواصل، بينما يقاتل أبطالنا بشراسة، ومع بداية أذان الجمعة سقط البطل إبراهيم الرفاعى بين رجاله الذين سارعوا إليه، فاكتشفوا أن شظية من قذائف العدو اخترقت صدره وأصابت قلبه.
سالت دماء «الرفاعى» الذكية على تراب أرض مصر التى أعطاها عمره دون أن يأخذ شيئا أو يحصد غنيمة، حصد فقط إجلال المصريين ومحبتهم له، وصعود روحه إلى بارئها ليكون بين النبيين والصديقين.
تسامى «الرفاعى» فوق كل شىء حتى مواجع المرض، كان مصابا بقرحة شديدة فى المعدة، لكنه لم يستسلم للمرض، اكتفى بالاحتفاظ بحقنة مسكن فى كل مكان يذهب إليه حتى أثناء العمليات القتالية، وربما كان هذا أحد الأسباب التى جعلت من الضابط الطبيب محمد عالى نصر الأقرب إليه، والمتواجد معه فى معظم عملياته.. رحم الله الشهيد إبراهيم الرفاعى وكل شهدائنا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة حسن
وكل شهدائنا حتى أمس ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من جمهورية الموز
ليل وقتلة ..
عدد الردود 0
بواسطة:
العراف
التوقعات تتوالى من عمرو أديب هل هى نبؤة أم كهانة أم قراءة فنجان .. أو شىء مدبر !
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
الموت حبا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد العظيم سليمان
عواض باع ارضه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفيق
عادي
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو حسن
الا إن اولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون