اختار القتلة تاريخًا وطنيًا لإهانة التاريخ، ذهبوا إلى المنصورة بكامل ضغينتهم لاغتيال المصريين، يوم 23 ديسمبر هو عيد النصر، عيد هزيمة العدوان الثلاثى سنة 1956 سياسيًا، عيد بور سعيد وبطولاتها، عيد تحرير آخر جزء محتل فى مصر، القتلة لم يصدقوا بعد أن مصر لفظتهم إلى الأبد وأنهم أصبحوا خارج التاريخ، حتى لو قال لهم أعداء هذا البلد غير ذلك، هل اغتيال 15 وإصابة 130 من المصريين يسبب السعادة لمصرى؟، مؤكد أن الذين خططوا ونفذوا سعداء، لأنهم نكدوا على المصريين «مسيحيين ومسلمين»، فى غمرة أعيادهم الوطنية والدينية، الأغانى الوطنية التى تصاحبنا منذ يومين لم تنجح فى جعلك تتخلص من إحساسك بالحزن والغضب، تشعر أن أصوات الماضى تواسى مصر فى محنتها وتربت على كتفيها، هم يريدون أن يقولوا «لا» لمصر، وأنت تريد أن تقول «نعم» للدستور.
هم يريدون ترويعك لكى تفقد الثقة فى المستقبل، وأن تفكر فى زراعة الصحراء وعمران الأرض، وهم يزرعون الألغام للقضاء على العمران فى المحروسة، أنت تريد طرقًا جديدة تفضى إلى الأيام التى كنت تنتظرها، وهم يغلقون فى وجهك الطرق، لا شك أن محمد البلتاجى استعاد ابتسامته اللزجة عندما سمع الخبر، عاصم عبدالماجد لم يفرح منذ زمن ومحمد الجوادى وأمثاله، فهمى هويدى سيجد تخريجة جديدة بحيله القديمة، أنت لا تعرف وصفًا لشخص نام فرحانا لأنه نجح فى تيتيم أطفال وحرق قلوب أمهات وكسر ظهر آباء، الخسة والنذالة والجبن والغدر والكفر وقلة الأصل، مفردات غير كافية، من أى كوكب جاء هؤلاء ومن أى زمن ومن أى دين؟ هل صلوا شكرًا لله لأنهم قتلوا وهدموا؟، أحلم بعد القبض على الجناة أن يحاكموا علانية، ويتم سؤالهم سؤالاً واحداً: لماذا؟