ليست كل قصص الحب لها نهاية أفلام الأبيض والأسود السعيدة.. وليس بالضرورة أن ينتهى المحبون فى الحياة من نقطة تلك النهاية الوهمية أمام الشيخ مأذون ثم جالسين إلى جوار بعضهما البعض فى «كوشة» حفل الزفاف والزغاريد هنا وهناك والراقصة تزف العروسين.. الحب على أرض الواقع شىء آخر تماما. الحب أصبح نكتة قديمة وسخيفة لا يضحك منها أحد.. مفهوم الحب القديم فى روايات العشق زمان اختفى وانقرض.. وأصبح مثل سراب الماء فى الصحراء.
والناس هذه الأيام مهما تكلموا بألسنتهم عن المشاعر فإنهم فى الحقيقة يتحدثون بلغة المصالح والمادة والغرائز الحيوانية فلا تصدق من يقول لك إنه يحب أحدا. الحقيقة أنه يحب فقط ما يحصل عليه من الطرف الآخر وبذلك فإنه فى الواقع لا يحب سوى نفسه!
وحكاية أن الحب عطاء وإيثار وتضحية أصبحت حكاية خيالية بلا معنى.. الحب فى أيامنا هذه يتوقف على ما نحصل عليه من هؤلاء الذين نزعم أننا نحبهم، فإذا لم نحصل منهم على ما نريد فلا حب ولا عشق ولا يحزنون.
وربما لهذا ولأسباب أخرى كثرت قصص الحب الفاشلة.. وما أكثر وأغرب وأقسى ما يحدث كل يوم بين هؤلاء الذين يزعمون أنهم محبون وما أسهل أن تتحول كلمة «أحبك» على لسان أحدهم إلى «طلقنى» أو «أنت طالق».. وساحات المحاكم وصفحات الحوادث فى الصحف تشهد كل يوم على ما يحدث فعلاً.. والحب الحقيقى «بتاع زمان» الذى كان يبنى السعادة أصبح الآن بالشقاء ودموع الفشل ومرارة الإحباط.. وكأنها شجرة تطرح ثمارا فاسدة مسمومة!
لكن المهم ألا تتحول قصة الحب الفاشلة إلى عداء وحقد متبادل. هذا موت وخراب ديار.. وثمن مضاعف للفشل وسوء الاختيار. وكما أنه لا يفل الحديد سوى الحديد.. فإنه لا يزيل آلام الحب الفاشل سوى حب آخر جديد.. لكن لابد أن تكون المشاعر صادقة والأرواح متآلفة.. لا تتوقف عند ذكريات العذاب.. ولا تعطى من لا يستحق سوى ما يستحقه بالفعل.
و.. انسى!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة