بعد قرار الحكومة المتأخر بوضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، لابد أن نتوقع من معسكر الاستعمار وذيوله فى الداخل الكثير من الشر، وألا نخاف أو نهتز أمام هذا الشر المتصاعد المعروف هدفه سلفاً: تركيع الدولة المصرية والحيلولة دون نهوضها أو إعادة بناء مؤسساتها وفق خارطة الطريق، لابد أن نتوقع مقاومة كبيرة من معسكرات الاستعمار الغربى التى دعمت الإخوان واستخدمتها لإعادة تغيير خارطة المنطقة بكاملها، ونخطئ لو ظننا للحظة أن المشروع الصهيوأمريكى قد دخل الأدراج أو تم سحبه، على العكس من ذلك فأطراف المشروع مازالت تراهن على إجهاض ثورة 30 يونيو حتى لو تحولت مصر إلى مستنقع للإرهاب على غرار باكستان، فالنموذج الباكستانى كان هو الخيار «أ» لمصر من وجهة النظر الأمريكية فى حالة عدم تصعيد الإخوان وتمريرهم بيع سيناء والسماح بقاعدة أمريكية بالقرب من البحر الأحمر.
ومثلما تم استخدام الإخوان فى السابق لتمرير مشروع الدولة الفلسطينية فى سيناء وتنفيذ الأهداف الأمريكية لإعادة تشكيل المنطقة يجرى استخدامهم حالياً لتسخين الوضع فى مصر بعمليات إرهابية متوالية، ليس لإعادة الإخوان للحكم كما يتوهمون أو كما يعدهم السيد الأمريكى، وحليفه الإسرائيلى ولكن لإجبار القوى الصلبة فى النظام المصرى على السماح بما سمح به الإخوان، وساعتها سينالون الرضا الاستعمارى ويلقى البيت الأبيض بالإخوان فى سلة المهملات ويضعها على قوائم الإرهاب.
على المستوى الداخلى، سيتزايد النشاط الإرهابى الاحترافى والعشوائى بصورة مجنونة، وسيتصور الكثيرون من أتباع الإخوان وحازم صلاح أبوإسماعيل وطارق الزمر أنهم يتقربون لله بتفجير الأتوبيسات العامة أو التجمعات السكانية، وسيسعى الطابور الخامس إلى التشكيك فى الجهد الخارق الذى يبذله الجيش والشرطة لمطاردة الإرهاب وتحجيم دوره وإجهاض جرائمه، فضلاً عن تضخيم أى رد فعل غربى مؤيد للإخوان وحلفائهم الإرهابيين.
كلنا إيمان أن خارطة طريق المستقبل ستمضى للأمام، نعم ستكون هناك تضحيات، لكن الانتصار على الإرهاب سيكون له حلاوته وسيزيد من وحدة الصف الوطنى، وسيعنى أن الخير سينتصر على الشر حتى لو خرج جريحاً من المعركة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة