فى ظل ما تواجهه الدولة من موجة إرهاب سوداء من ترتيب التنظيم الدولى للإخوان، وتنفيذ الجماعة المحظورة وحواريها، حركة حماس وجماعة أنصار بيت المقدس، والتكفيريين، انزعج المصريون، وأصابهم الهلع، من التفجيرات المتتالية والمتصاعدة، والتهديدات التى تنتشر كانتشار النار فى الهشيم على المواقع الاجتماعية، خاصة الفيس بوك، وبدأ الأغلبية فى كيل المديح فى شخص اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وأنه كان الرجل القوى الذى استطاع أن يقضى على جحافل الإرهاب السوداء.
ومع التسليم بقوة الشرطة وشدة قبضتها على الأوضاع فى التسعينيات، وحتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير، إلا أن هناك حقائق غائبة، ومعلومات مغلوطة، تتعلق بهذا الملف الخطير، وكيفية القضاء نهائيا على كل العناصر الإرهابية الخطرة.
اندلعت موجة الإرهاب الأسود من الصعيد، فى نهايات الثمانينيات واستعرت فى بداية التسعينيات، فلجأت الدولة إلى العائلات والقبائل التاريخية لمساعدتها فى القبض والقضاء على العناصر المتطرفة، ووفرت لهذه العائلات الشرعية القانونية، وبالفعل بدأت العائلات فى حماية المنشآت الشرطية والأمنية فى محافظات الصعيد بالتبادل فيما بينهم.
طبيعة تضاريس الصعيد الوعرة، وصعوبة مطاردة العناصر الإرهابية فى زراعات قصب السكر الكثيفة، والذى يعد ملجأ آمنا للمتطرفين، وعدم قدرة الأمن على ملاحقتهم داخله، فشلت كل الخطط وأصبح الإرهاب يهدد «البواخر النيلية»، والأتوبيسات التى تنقل السائحين، وأيضا قطارات السكك الحديدية، بجانب الكنائس، ثم استيقظ المصريون أحد أيام عام 1997 على حادث الأقصر البشع، والذى يعد الأسوأ فى تاريخ مصر، وقضى على السياحة حينها.
هذا الحادث كان نقطة تحول، حيث بزغ نجم اللواء حبيب العادلى كوزير داخلية قوى، تولى المسؤولية، خلفا للواء حسن الألفى، ومنذ هذا التاريخ تغيرت العقيدة الأمنية من الاهتمام بالأمن الجنائى والاجتماعى، إلى الأمن السياسى، عموده الفقرى القضاء على الإرهاب الأسود، واتجهت أنظار العادلى، إلى العائلات والقبائل لمساعدة الشرطة.
وبعين العادلى ورجاله الخبيرة، والتمتع بالحس الأمنى، استطاعوا أن يستعينوا بشخصيتين صعيدتين تتمتعان بنفوز بين قبائلهما، وسمعة وقدرة على السيطرة، خط الصعيد الراحل نوفل سعد ربيع، من قرية حمرادوم مركز نجع حمادى بمحافظة قنا، والراحل عزت حنفى من قرية النخيلة مركز أبوتيج محافظة أسيوط.
استطاع كل من نوفل سعد ربيع وعزت حنفى، من خلال قبيلتيهما اللتين ينتميان لهما، وتتمتعان بنفوذ كبير، أن يلعبا الدور الأبرز والأهم فى القضاء نهائيا على العناصر المتطرفة.
خط الصعيد نوفل سعد ربيع، ينتمى لقبيلة الهوارة، ووالده من مشاهير المحافظة، استطاع الأمن أن يمنحه صلاحيات أمنية ضخمة، ومنحته ترخيص أكثر من 6 أنواع من الأسلحة مختلفة الأنواع، كما كان له نفوذ واسع بين رجال الأمن، من الخفير للوزير، واستطاع أن يلعب الدور الأبرز فى إلقاء القبض على كل العناصر الإرهابية الخطيرة، فى محافظات قنا وأسوان وسوهاج.
نفس السيناريو لعبه عزت حنفى، فى أسيوط والمنيا، وبعد أن تم القضاء على العناصر الإرهابية وتطهير البلاد من هذا الإرهاب الأسود، قررت وزارة الداخلية التخلص من الاثنين، واحد بالتصفية الجسدية وهو نوفل سعد ربيع، والآخر بالإعدام شنقا وهو عزت حنفى.
من هذا السرد يتبين أن الدولة بمفردها لا تستطيع أن تواجه الإرهاب الأسود، إن لم تكن هناك إرادة شعبية، تتكاتف وتساعد الأجهزة الأمنية، من خلال مدها بالمعلومات، وعدم السلبية، والاعتماد فقط على العناصر الأمنية، فلن يكتب لخطة القضاء على الإرهاب النجاح.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على عليوه
ايه يا استاذ الكلام ده **** حاسب شويه ** ولا انت بتحلم
عدد الردود 0
بواسطة:
خلاف
محصلش
عدد الردود 0
بواسطة:
خلاف
محصلش