الاستعمار الغربى سيظل على حاله مهما ظن حسنو النية أنه يتحول ويتغير استجابة لإرادة الشعوب، ولكم فى الموقف من إعلان الحكومة الإخوان جماعة إرهابية النموذج والمثال، فالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ومعهم فرنسا بدرجة ما وطبعا تركيا الوكيل الاستعمارى الجديد فى الشرق الأوسط، أفصحوا عن وجوههم الحقيقية بعد أن استكانوا زمنا بمواجهة إرادة الشعب المصرى، ورغم العمليات الإرهابية المفزعة فى مصر، التى تورطت فيها عناصر جماعة الإخوان وأنصارها من التكفيريين والقاعدة، إلا أن الأصوات الأمريكية الكريهة تصاعدت لتفصح عن نواياها مجددا بأنها غير ملزمة باعتماد قرار الحكومة المصرية واعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وتلتها فى نفس السياق بريطانيا التى فتحت أبوابها لاستقبال القيادات والأموال الإخوانية لإدارة العمليات فى مصر وكذلك تركيا وألمانيا.
هذه البلاد الاستعمارية التى تكيل بمكيالين وتدعم الإرهاب القذر لتنفيذ مخططاتها فى الشرق الأوسط، سبق أن أدارت حروبا وغزت بلادا منها العراق وأفغانستان ودمرت أخرى فى مقدمتها لبنان وسوريا حاليا من أجل إعادة تقسيم المنطقة أو تمهيدها لدخول شركاتها واستثماراتها لنهب بلادنا للمرة الألف.
هذه البلاد الاستعمارية، فضلا عن فقدان مصداقيتها بشأن محاربة الإرهاب، لن يساندها كثير من بلدان الشرق الأوسط حال تعرضت بدورها لهجمات الإرهاب الذى تربى قادته كالثعابين على أراضيها، وسرعان ما سينقلبون عليها لتنفيذ أفكارهم المريضة.
إلا أن المهم فى الموضوع، هو زوال الوهم والاختلاط بين الدول الصديقة والدول العدوة، الدول التى مازالت تراهن على تدمير مصر والمنطقة بكاملها لإعادة تخطيطها من جديد، فالخطر قائم، والعدو لم يسحب مشروعاته المدمرة ومازال الطابور الخامس فى الداخل يمارس مهامه ويدمر فى مفاصل الدولة ويدعو لإعادة الغطاء السياسى للجماعة الإرهابية، كما أن إصرار دول معسكر الشر الاستعمارى الغربى على شن الحرب على مصر والمنطقة يقتضى منا جميعا أن نرتفع إلى مستوى هذه الحرب، وأن نجتمع حول الأصلح لقيادة هذه الحرب والانتصار فيها، بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة والطموحات الذاتية التى تدمر أكثر مما تفيد أصحابها أو البلد نفسه.