كنت أتابع التليفزيون المصرى أثناء احتفالية لجنة الخمسين بإنهاء مسودة الدستور.. الجميع يبكى، ولكنى توقفت أمام دموع مجدى يعقوب، دموع الجراح عزيزة، وليست مثل دموع السياسى، صديقى خالد يوسف لا يبكى، ينظم صفوف الخمسين للصورة التذكارية. أغمضت عيناى، تذكرت دموع الطفلة إيفون بشرى اقلاديوس.. كانت المظاهرة المسلحة تقترب من منزلهم فى البدرمان، إيفون طالبة الإعدادى، شاهدت بعض المتظاهرين المدججين بالسلاح يعتدون بالضرب على أهل منزلها، هربت إلى سطح المنزل، أصحاب النيافة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس يرسمان ابتسامة عريضة استعدادا للصورة.. المتظاهرون يحطمون أثاث المنزل، يصيبون أعمام إيفون، يعود د. مجدى يعقوب للصورة، تختبئ إيفون خلف ساتر، المحامية منى ذو الفقار تتأكد من صلاحية «مكياجها» للصورة، يصل القتلة إلى سطح المنزل، يعدل عمرو موسى من «الكرافتة»، ينادى: «أستاذة منى تعالى»، يهتف أحد القتلة: «إنت فين يا بنت الـ..»، ترتجف إيفون، تقترب منى ذو الفقار إلى جوار عمرو موسى، ينقض القاتل على إيفون، تنفرج أسارير أصحاب النيافة، يحاول القاتل تمزيق ثياب إيفون، المذيع يقول بصوت متهدج: «هذا يوم تاريخى..»، تصرخ إيفون حينما يحاول أحد القتلة… ، تتوسل إيفون للقاتل أن يتركها، يعدل خالد يوسف الصف الثانى من الخمسين، يحمل القتلة إيفون، يظهر السيد البدوى بجوار المذيع، يلقى القاتل إيفون من فوق سطح المنزل، يلتقط المصور الصورة الأولى، تصرخ إيفون وهى تلتقى الأرض بأيديها وجسدها النحيل، يصفق أعضاء الخمسين للمصور، المارة على الطريق يحاولون حمل إيفون من على الأرض، دماء ودموع، يسأل المذيع الدكتور السيد البدوى لماذا تبكى؟ يجيب: «من الفرحة»، يقول أحد الفلاحين للآخر: «لسه فيها النفس»، القتلة يهبطون، يحاولون الهجوم على من يحملون الطفلة إيفون، يسأل المذيع د. مجدى يعقوب: «تحب نقدمك بالجراح العالمى أم عضو لجنة الخمسين؟»، يهرب حاملو إيفون ويختفون بالطفلة عن أنظار القتلة، يجيب د. مجدى يعقوب: «عضو لجنة الخمسين»، فى المستشفى يؤكد الطبيب أن إيفون تكسرت أرجلها وأيديها وضلوعها كسورًا مضاعفة، يطالب عمرو موسى الخمسين بالتجمع فى البهو لالتقاط صورة أخرى، تتحول أربعة منازل لمسيحيين فى البدرمان إلى رماد، يقول المذيع: «هذا يوم تاريخى»!