من الصعب التشكيك فى ضمير نائب رئيس حزب الحضارة حاتم عزام الذى استيقظ وطالب بجبهة ضميرية تهدف إلى الخير لا شك، اعتذرت ضمائر حمزاوى والشبكى ومصطفى النجار عن الانخراط فيها، جبهة قال موقع الحرية والعدالة على الفيس بوك إن بها العوا وأبوالمجد وزكريا عبدالعزيز (استقلال) وصفوت عبدالغنى وسامح فوزى (الذى نفى)، ووقع على البيان الذى ألقاه محمد محسوب تحت كوبرى الزمالك 18 شخصية بينها محمد البلتاجى وحلمى الجزار ومحسوب طبعاً ونصر عبدالسلام (الجماعة الإسلامية) وإيهاب شيحة (الحضارة)، وقال متحدث لبوابة الأهرام «إن عدداً من الشخصيات العامة -لم يوضح أسماءها- رفضت الظهور، مفضلة العمل بعيداً عن الإعلام، وأن أيمن نور (بتاع الحوار الوطنى) ومحمد محيى الدين غابا لظروف مرضية، ووائل قنديل بسبب وفاة أحد أقاربه، «جبهة الضمير» هى جبهة جديدة، لن أقول مثل المغرضين (اللى معندهمشى ضمير) إنها جاءت للتصدى لجبهة الإنقاذ (التى لا تمثلنى شخصياً)، ولا أنها جاءت لتشكل معارضة ناعمة وطرية وأليفة ومدهننة وشكلية للنظام الحاكم، وسأفترض أنها جاءت لوقف نزيف الدماء الذى لن أتحدث عن المسؤول عنه وبعضهم فى الجبهة الوليدة، لن أناقش الدوافع، التى تبدو نبيلة و«ممكن تأخد سوكسيه مع متظاهرى أتوبيسات الأقاليم»، ولكن من هذا الشخص القوى والعبقرى الذى يعتبر نفسه ضميراً للأمة؟، وماذا فعلت هذه الوجوه فى العامين الأخيرين غير التعالى على الشارع والاستهانة بما تشعر به أمهات الشهداء والمعتقلين والعاطلين عن العمل، وما يشعر به المرضى الفقراء وغير الآمنين على كل شبر من أرض المحروسة، أن ينصب شخص ما نفسه ضميراً وهو الذى «فلقنا» بصندوق الانتخاب، ويعتبر نفسه عارفا بمصلحة الذين لم ينتخبوه أكثر منهم، فهذا هو العبث بعينه، بقدرة قادر يصبح محمد البلتاجى ومحسوب والريس زكريا وعصام سلطان وما إلى ذلك من نجوم الأفيش الجديد المهترئ هم ضمير الوطن، فهذا يعنى أننا فى الطريق إلى تعليب كل المبادئ السامية فى شخص يلبس بدلة (أو جلابية) ويصرح فى التليفزيون ويغرد على تويتر، محسوب مثلاً يتساءل: «كيف سيكون بلدنا ومستقبلنا وأولادنا لو لم نسع لترميم الجماعة الوطنية واستعادة ضميرنا الوطنى، بينما اجترأ مغامرون وجبن مخلصون وتهاون كثيرون؟» تخيل نفسه «قعر مجلس» فعلاً؟!، وقال أيضاً إن الجبهة ستجهر بالمعارضة أو الاحتجاج على السلطة لضمان حقوق المواطن والعمل على الحفاظ على قيم الثورة العليا»، وكأن المواطن الذى مات ابنه فى أتوبيس مدرسة أو فى مظاهرة سلمية فى انتظار أبوالمحاسيب لكى يعارض نيابة عنه، خيال فقير يليق بمن يقومون بأدوار ثانوية فى فيلم ركيك مقاولات، مكان الانطلاق ساقية الصاوى، الموجودة على مكان ملكية عامة تم انتزاعه من الشعب بدعم النظام السابق، مكان يهدف إلى الربح (يوجد رعاة وتذاكر)، وصاحبه محمد عين نفسه (أو عين) ممثلاً للأقباط فى دستور فضيلة المستشار الغريانى، البلتاجى قال: «شرفت اليوم بالمشاركة فى تدشين جبهة الضمير الوطنى الذى استشعر الخطر على الوطن فقرر ألا يصمت»، مؤكداً أنها ليست جبهة سياسية، وهدفها ترميم الجماعة الوطنية، يتحدثون كثيراً عن الترميم مثل المقاولين من الباطن، وجعلتهم السلطة غير مقتنعين أن الشباب الملهم النقى لا يحتاج إلى أحد، لأنه مصر على «عيش حرية عدالة اجتماعية» الهتاف الذى يحتاجه الشعب أكثر من أى وقت مضى، بعيدا عن الحيل الرخيصة وبتوع الضمير الذين قرروا صناعة غطاء بلاغى للاستبداد، حلمى الجزار قال: «إن الجبهة (جبهة الضمير يعنى) ستتصدى لمحاولات العبث بأرواح المواطنين واستثمار دمائهم لتحقيق مصالح حزبية أو خاصة، وستقف عائقا فى وجه المعارضة إذا انحرفت عن المسار الذى يريده المصريون».. تشعر بعد هذا الكلام أن وزارة الداخلية هى التى تتحدث وأنها هى التى شكلت الجبهة.. وعينت الجزار متحدثا رسمياً لها.