علينا دائماً أن نفترض حسن النية فى بعض الشخصيات التى أقدمت على تشكيل «جبهة الضمير»، التى أعلنت شعاراً هو «ضد العنف وضد الدم»، وحرص الجبهة على تأكيد الحيادية، وأن تكون ممثلة لكل ألوان الطيف السياسى والثقافى والاجتماعى، وأنها تفتح أبوابها لكل مصرى ومصرية يتطلعون إلى إعمار مصر لا خرابها، وإلى إثرائها لا إفقارها، وإلى قوتها لا إلى تفتيتها وإضعافها..
هى أهداف يمكن أن تتسع لاستيعاب كثيرين ممن يريدون الانضمام إلى الجبهة. ولا يختلفون مع أهدافها المعلنة. وتجاوز الدعوة لوقف العنف إلى إنهاء الأسباب التى تقود إليه. وهى أهداف لايمكن القول إن هناك خلافا حولها من أى فصيل، باستثناء جماعات متفرقة تدعو للعنف وتمارسه، وهى جماعات كانت ولا تزال غامضة، ولم يتم الإمساك بها طوال عامين.
هناك أسئلة سوف تجيب عنها الأيام القادمة.. وتكشف عن مدى قدرة الجبهة على تحقيق شعاراتها، والتأكيد على الحياد، وألا تكون إضافة لفصيل السلطة أو المعارضة، وأن تطرح من المبادرات ماعجزت عنه السلطة خلال شهور، وصلت إلى طريق مسدود. الرهان على أن تكون الجبهة «ضميرا» معلنا للوطن، وليست ضميراً مستتراً لفصيل أو تيار.
من بين الأسماء التى تصدرت قائمة مؤسسى جبهة الضمير، هناك شخصيات غير منخرطة فى العمل الحزبى، لكن من بينهم أيضاً أسماء متوافرة فى جانب السلطة، سواء من مستشارين سابقين للرئيس مرسى، أو أعضاء فى الجمعية التأسيسية، ومن تمت مكافأتهم بعضوية مجلس الشورى، أو الترشيح لها. فضلاً عن أن منهم قيادات فى الحوار الوطنى المتوقف والذى دعت له الرئاسة، وشارك فيه مقربون منها. ولم يصلوا لنتيجة. ومنهم أيضاً أسماء محسوبة على جماعة الإخوان بلا مواربة، وهو أمر قد يعطل رغبة الجبهة فى اتخاذ مواقف أكثر حرية تجاه الحوار. يضاف إليهم أسماء من نوعية «أنا مش إخوان»، ممن تجدهم فى كل منتدى وكل جلسة أو مؤتمر.
فكرة «الجبهة» عادة تقوم لمواجهة تيار أو فصيل، وبالتالى فهى تحمل اتجاها للمواجهة أكثر مما تحمل اتجاها للمشاركة، فهل يمكن أن تعبر الجبهة كل هذه الأسوار لتنخرط فى دعوة لحوار حقيقى، يعوض حوارات الطرشان التى قامت خلال شهور؟. الإجابة سوف تأتى عمليا من تحركات الجبهة.. ومدى تجاوز المؤتمرات والبيانات الصحفية والفضائية.
هناك تصورات نظرية مسبقة ترى أن جبهة «الضمير» خرجت لمواجهة جبهة الإنقاذ، بشكل يبدو شعبياً، وليس رسمياً، وهو أمر لايمكن الحكم عليه، قبل أن تظهر مواقف الجبهة وتحركاتها، بحيث تعلى من قيمة الضمير بالشكل الذى يجعلها قادرة على انتقاد الرئاسة وجماعة الإخوان وحزبها مواقفهم، بنفس الكيفية التى تنتقد فيها جبهة الإنقاذ أو المعارضة. وأن يكون الضمير معلناً وواضحاً فى مواجهة الخطأ، وألا يكون ضميراً مستتراً، تقديره الجماعة أو الرئاسة أو السلطة. وهو أمر تجيب عنه المواقف وليس الشعارات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
الضمير الموازي
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لو كانت هذه الجبهه لها ضمير لكان اول شعارها ضد الاستبداد بجميع صوره واشكاله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذه الجبهه تاسست باقتراح من الرئيس لتكون ممثلا عن كل القوى السياسيه فى الحوار القادم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذه الجبهه تاسست لتكون سندا للرئيس ووزير العدل والنائب العام وكل القوانين المعده سلفا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
معظم اعضاء هذه الجبهه معروفون بالتعصب وتاييدهم للاخوان ومعاداتهم للثوار
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذه الجبهه باختصار لحماية الرئيس واستبداده ومنع سقوطه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الضمير يصرخ منذ 25 شهر - اين كنتم ايها الفاشلون
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اجراء الانتخابات بدون حكومة انقاذ او تكنوقراط واشراف دولى ستكون مزوره 100 %
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا شرعيه لطاغيه او مستبد حتى لو جاء بصناديق العالم ونعوشه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بالله عليكم هل رايتم ديمقراطيه تقوم على طائفه واحده تنفرد بالسلطه ووضع الدستور والقانون
بدون