يبدو لى أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها بدأت تشعر بالاغتراب فى وطن كان لهم منذ أكثر من عامين مكانة خاصة وتعاطف شعبى ومنزلة ومحبة فى قلوب المصريين بسبب ممارسات نظام مبارك المخلوع ضدهم، ولكن اليوم لم يعد لهذه الجماعة سوى الكراهية فى نفوس المصريين، فلم نكن فى يوم من الأيام نتصور أن جماعة الإخوان ستكون البديل الأسوأ للحزب الوطنى فى حكم البلاد وأنها ستجد معارضة قوية وشرسة لكل سياساتها المتخبطة منذ أن تمت الإطاحة بالنظام السابق بعد أن نجح الشعب المصرى فى خلع مبارك فى 11 فبراير 2011 وحتى اليوم.
لم يكن أحد يتصور أن تتبدل المواقف وتتغير القلوب تجاه هذه الجماعة ولم يكن أحد يصدق أن تنهار شعبية جماعة الإخوان لتكون قاصرة فقط على أعضائها وبعض القوى السلفية بعد أن كانت تنال تعاطف الجميع والسبب فى هذا الانهيار الشعبى يعود إلى مجموعة الغباء السياسى التى تدير مصر الآن من خلال الرئيس الإخوانى محمد مرسى والذى ساهمت قراراته فى تعرية الجماعة وفشل تفكير قياداتها فى إدارة البلاد والعباد وهو ما سهل سقوطهم فى كثير من الأخطاء والخطايا التى جعلتهم عرايا أمام شعب مصر.
خطايا مرسى لا تحصى ولا تعد وهو ما جعل جماعة الإخوان تفكر فى البحث عن ورقه التوت التى ربما تخفى بعض سقطات مرسى وجماعته فى حكم مصر، والتى وصلت ذروتها فى أعقاب الإعلان الدستورى الأسود الذى صدر فى 21 نوفمبر وهو ما أدى إلى خروج المظاهرات الغاضبة والتى لم تنقطع من الشارع المصرى، مظاهرات الغضب لم تطالب فقط بإصلاح النظام بل إسقاطه. وهو ما أفزع الإخوان وأنصارهم فسعوا للبحث عن ورقة توت ربما تغطى ما كشفته خطايا الجماعة تجاه شعب مصر وتمثلت ورقة التوت فيما عرف باسم «جبهة الضمير الوطنى» والتى تحول أول اجتماع لها إلى وصلة ردح لقيادات «جبهة الإنقاذ الوطنى» واتهامهم من قبل قيادات محسوبة على الإخوان بأن جبهة الإنقاذ وراء كل كوارث مصر الآن.
وإذا كانت مصر تحتفل اليوم بذكرى خلع مبارك فإن الجماعة تخشى تكرار نفس السيناريو مع مرسى وهو ما جعلهم يسعون إلى إنشاء «جبهة الضمير الوطنى» بالرغم من أن جماعة الإخوان ليس عندها ذرة ضمير تجاه شعب مصر والذى تم تهميشه وإقصاؤه وتكفيره فى ظل حكم الإخوان.
فهل تصلح ورقة التوت فى تغطية خطايا مرسى وجماعته؟