أكرم القصاص

أشوف استطلاعاتك أصدقك

الأربعاء، 13 فبراير 2013 06:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الناس لا تأكل استطلاعات، ولا تشرب تقارير وشهادات أداء، وقد تكون استطلاعات الرأى معبرة عن الواقع أو غير معبرة، وقد كنا فى أيام مبارك الأخيرة نرى استطلاعات للرأى، تؤكد أن المصريين سعداء بالرئيس والحكومة والحزب الوطنى، وأنهم مبسوطون ومستمتعون، بينما كان المصريون يحرقون أنفسهم من شدة الانبساط والسعادة، وكان الواقع يكذّب الاستطلاعات.
نقول هذا بمناسبة الموقف من استطلاعات الرأى بالقبول أو الرفض، فى منتصف يناير الماضى أعلن مركز بصيرة للأبحاث نتائج استطلاع الرأى، قال فيه إن نسبة الراضين عن الأداء الرئاسى %63، يومها احتفى مؤيدو الرئيس بالاستطلاع ونتائجه، لكن بعد مرور شهر انخفضت نسبة الرضا بنسبة %10 مرة واحدة، فى استطلاع لنفس المركز، وهنا نشطت غدد الرفض والتسخيف، واعتبره المؤيدون أنه حركة فلولية لإفشال الرئيس، واعتبر الدكتور فريد إسماعيل، القيادى الإخوانى نتائج استطلاع بصيرة عن انخفاض شعبية الرئيس إلى %53، بأنها زائفة، كمثيلاتها فى عهد النظام السابق، التى كانت تعلن الرضا عن حكومة نظيف، وقال فريد، إن القائمين على هذه الاستطلاعات مثل ماجد عثمان، هم من قاموا سابقا بتجميل صورة النظام السابق.
ربما يكون لدى الدكتور فريد وغيره بعض الحق فيما قاله، لأن المراكز كانت تصنع استفتاء السعادة، وكانت التعاسة تنتشر فى الأجواء، لكن لو رجع الدكتور فريد لتعامل الجماعة مع استطلاعات سابقة لنفس المركز، لوجد أن زملاءه القيادات كانوا يستمتعون بنتائج استطلاع قبل شهر، واستطلاع بعد 100، عندما كانت النتائج تخدمهم.
ثم إن القيادى يطالب بالاستناد إلى نتائج الانتخابات والاستفتاءات، وهو يعرف أيضا أن النظام السابق، كان يطالب هو الآخر بالرجوع لنتائج الانتخابات، وكانوا يشيدون بانتخاباتهم واستفتاءاتهم التى كان يعرف القاصى والدانى أنها ملعوب فى أساسها، بفضل النظام الانتخابى قبل وبعد الصناديق، ولاتزال نفس العيوب والشكوك قائمة.
وبصرف النظر عن نتائج استطلاع الأداء أو استطلاعات السعادة والسرور، يفترض أن يعرف السادة القيادات والجماعة، أن هناك مشكلة تواجههم، وأن الأمور على غير مايرام، ولا يوجد رضا أو انبساط من حكومة الدكتور قنديل، التى يصر الرئيس على التمسك بها، وهناك مشكلة مع عدد من المحافظين على مناصبهم من أهل الثقة، ونقص الخبرة، وفساد السريرة، فضلا عن مشكلات فى الدستور اعترف بها حلفاء الجماعة.. وهناك فقر وغضب واكتئاب سياسى واقتصادى واجتماعى، يحتاج إلى مواجهة بصرف النظر عن استطلاع هنا أو هناك، وهى أمور يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولا تحتاج إلى استطلاعات تؤيدها أو تنفيها، يكفى استطلاع نسبة الزبالة فى الشوارع، والبطالة على المقاهى، والمرضى فى المستشفيات، والمخالفين فى المخالفات، فهى خير نتائج لأفضل استطلاع.
وكما قلنا الناس لا تأكل استطلاعات ولاتشرب نتائج بيانات، لكنها تحتاج إلى فعل حقيقى، بعيدا عن الاستطلاعات والبيانات.. والاستطلاعات المضادة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة