قصة إقالة أو نقل الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية إلى مركز معلومات مجلس الوزراء تكشف أن الرئاسة فى مصر تعانى من العشوائية والارتباك منذ وصول الرئيس محمد مرسى للحكم، وتحمّل الدكتور ياسر أعباء ضخمة منذ تعيينه كمتحدث رسمى لأول رئيس منتخب بعد الثورة، وفى ظروف مرحلة سياسية معقدة مصحوبة بحالة فوران إعلامى داخلى وخارجى فرض التعامل معه الظهور الدائم للرد على كل الأخبار والشائعات المتعلقة بالرئيس، وما يدور داخل مؤسسة الرئاسة على عدة جبهات فى وقت لم يكتمل فيه التشكيل الحقيقى والترتيب المثالى لبيت الرئاسة من الداخل.
وربما كان الدكتور ياسر يمتلك الكثير من مواصفات المتحدث الرسمى الناجح فى التعامل بهدوء وبدقة وموضوعية وبأداء سريع، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، فالمهمة لم تكن سهلة ولم يكن الدكتور ياسر وحده بعد فترة وجيزة من توليه منصبه هو المتحدث باسم الرئاسة بل أصبح هناك أكثر من متحدث من الجماعة قفزوا على المنصب الرسمى الذى تحول إلى مجرد «نافيا رسميا» لعدد كبير من المعلومات التى تتداولها وسائل الإعلام أو قيادات جماعة الإخوان عن الرئيس وتعرض لهجوم وانتقادات شديدة وصلت إلى حد الهجوم على شخصه.
الدكتور ياسر على عندما يتولى منصبه الجديد فى مجلس الوزراء فهو يحمل أسرارا كثيرة عن المؤسسة التى لا تجمع حتى الآن كل التفاصيل وتمسك بكل الخيوط فى داخلها، والتى يتداخل فى عملها وأدائها قيادات جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد، وربما يكون ياسر على ارتكب بعض الأخطاء فى أداء مهمته الصعبة، لكن ما يحدث من الجماعة ومحاولة تدخلها فى شؤون القصر وقراراته، بل وتواجدها الدائم فيه أحد الأسباب التى أدت إلى استبعاد المتحدث الرسمى من منصبه، وما تردد من خلافات بينه وبين المهندس خيرت الشاطر وغضب الأخير عليه هو السبب الحقيقى وراء إقالته. فمؤسسة الرئاسة تحولت إلى مزار دائم لقيادات الحرية والعدالة والجماعة على السواء، فالدكتور عزة الجرف المعروفة بأم أيمن على سبيل المثال تواجدت فى قصر الاتحادية أثناء أحداث العنف وكانت شاهدة على «ممارسة الجنس» داخل خيام المعتصمين أمامه..! ولا يعرف أحد بأى صفة تواجدت أم أيمن داخل القصر، وأى مهمة كانت مكلفة بأدائها فى هذا الوقت؟!