هل يجد الناس أنفسهم فى جبهة الإنقاذ؟!، هذا سؤال يلح على النخبة كل يوم وترد أو لا ترد إجابة واضحة وربما يعود صدى الصوت فارغاً بلا نتيجة لأن القرع على أبواب الاستفهام قد زاد وزادت معه الحيرة، ولا أحد يعرف أين الطريق، وعلى كثرة هذه الأسئلة فإن الإجابة بسيطة، لأن كثرة الانتظار تقود إلى متاهة.. ونحن فى أحوج ما نكون إلى سرعة اليقين وإلى المستقر، لنعترف أن جهة الإنقاذ هذه تسعى لأن تكون جهة معارضة قوية تضم كل القوى أو أغلب الاتجاهات الوطنية التى يطمئن إليها الجماهير وينضمون إليها بكل اطمئنان وضمير ولا يجدون غيرها بديلاً.. فقد ضمت الجميع تحت جناحيها.. ولكن هذا لم يحدث.. إذن جبهة الإنقاذ هذه ينقصها شىء لابد من استدراكه.. حتى تعود الفائدة بقوتها إلى أطياف المجتمع جميعاً.. أنا فى يقينى أن ما ينقص جبهة الإنقاذ هذه هو البعد الاجتماعى اليومى المعاش للجماهير العريضة، تلك التى تبحث عن أمان وعن أمن وعن خبز وعن عدالة.. تلك التى تبحث عن لقمة عيش للأجيال فى وقت تزايدت فيه البطالة فى مصر حتى اقتربت من عشرة ملايين عاطل يحتاجون إلى عمل فوراً وبدون تأجيل، هؤلاء يشكلون القوة الأكبر للأجيال الجديدة التى عليها تعتمد مصر فى المستقبل وعليها أيضاً نطمئن إلى الأسر الجديدة الهادئة التى تجد من يحميها ومن يحتويها ومن يضمن لها السكن المناسب والقانون القوى والمظلة الاجتماعية التى تمتد لترمى بضميرها إلى كل المجتمع.. فيسترد الجائع والمحتاج والعاطل والجاهل حاجتهم نحو ما يعيد تقييمهم ويرسم لهم مستقبلاً يرضى كيان مصر واسمها، والقضية فى تخيلى تبدأ من حيث قبول فكرة الحوار من ناحية جبهة الإنقاذ.. وفى المقابل لابد أن تعترف الدولة أن مجموعة الحوارات السابقة والتى جمعت مجموعة كبيرة من القوى السياسية لم تأت بنتيجة، كلها كانت مجرد ثرثرة واستعراض للأزمات، ولكن من وراء ذلك كنا نتخيل أن تناقش هذه النتائج والمعطيات والتوصيات فى مجلس الشورى لبدء تنفيذها، وشىء من ذلك لم يحدث.
وطبعاً كان الانطباع السائد لجبهة الإنقاذ هو أنه لا جدال ولا حوار إلا إذا كان من ورائه نتائج ومحاور.
أيضاً هناك تجربة للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية الذى وضع بعض الاقتراحات للوصول بمستوى الحوار إلى القمة، وحين يروى تجربته هذه، تصيبنى الدهشة.. لأن أحداً لم يستمع إلى هذه الاقتراحات!!، وأحدا لم يعرفها إعلامياً وكنا نريد أن نطرح على الملأ هذه القضايا ولنعرف أين هى نقاط التلاقى والاختلاف، ولماذا تصل هذه الحساسية من الدولة لتمنع أشياء وتقبل أخرى؟!، نحن نتحدث بعد الثورة عن الشفافية إذن لابد أن نحس بهذه الشفافية ولابد أن تقترب من عيوننا مفردات ملموسة وأخرى يمكن تنفيذها.. وثالثة يمكن أن تؤجل.. إذن ينقصنا الكثير فى جبهة الإنقاذ لكى يكون التفاعل أكثر، وأنا متفائل بمبادرة حزب النور التى قدمها بوعى الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب.. والتى وجدت كل الترحيب من جبهة الإنقاذ ولا ينقصها سوى التنفيذ.. والكرة اليوم فى يد الدولة.. نريد أن تستجيب الدولة لمطالب الجبهة من جهة ولمطالب الثوار من جهة.. لابد من تقريب وجهات النظر حتى لا نبقى لوقت طويل نلف وندور لنناقش قضايا قديمة جديدة معادة..