لم تنقلب الدنيا، ولا توقفت الكواكب والنجوم لمجرد تعيين ابن الرئيس فى وظيفة صغيرة بالشركة القابضة للطيران، ولا نعرف لماذا كل هذه الضجة لمجرد أن الشاب الخريج حصل على وظيفة. كانت مثل هذه الأمور تحدث فى مصر طوال عهود، ولم تنقلب الدنيا ولا تهدمت الجبال.
ولا تنسوا أن جمال وعلاء ابنا مبارك، كانا يعملان بكل حرية ويحصلان على أراض وفيلات فى كل أنحاء البلاد. وبالتالى علينا أن نعتبر تعيين ابن الرئيس انتصارا لثورة يناير، وخطوة جديدة نحو الشفافية التى ترفرف من حولنا.
هذا هو رد الفعل الذى جاء من قبل وزير الطيران والمطبلين والمزمرين، تأييدا وانبهارا بتعيين ابن الرئيس.
وزير الطيران المهندس وائل المعداوى كشف فى أحاديثه للفضائيات عن رهافة ورحابة صدر، وقال لنا إنه كان يخاف على مشاعر ابن الرئيس من قبول الوظيفة التافهة، وإنه «كان منبهرا» لتقدم ابن الرئيس لهذه الوظيفة التى ذات الـ900 جنيه. وكشف الوزير عن كمية المصادفات التى أحاطت بالموضوع.
فقد وضعت الأقدار الوظيفة فى طريق ابن الرئيس. عندما نشرت الشركة القابضة للمطارات إعلانا داخليا لشغل 10 وظائف، حضر عمر ابن الرئيس بالصدفة البحتة لمقر الشركة، وشاهد الإعلان بالصدفة، أثناء زيارته لصديق له يعمل فى الشركة بالصدفة.
وذهب ابن الرئيس للوزير - بالصدفة طبعا - وترك الوزير عمله وانشغالاته بنفس الصدفة، وجلس مع ابن الرئيس ليفهمه أن الوظيفة لا تناسبه وهى عادية جدا، ولكن عمر أصر على تقديم أوراقه، وأن يخضع لاختبارات مثل المتقدمين، ونفى الوزير أن تكون مؤسسة الرئاسة حدثته بخصوص تعيين ابن الرئيس.
ونستكمل حديث المصادفات السعيدة مع الأستاذ عمر ابن الرئيس، الذى كتب معلنا قصته مع الوظيفة، وتساءل: إلى متى يستمر هذا الظلم الواقع على أسرتنا؟، وقال إنه كان يتوقع الهجوم الإعلامى عليه وعلى أسرته عند تقدمه للعمل بالشركة، وأنه كان مستعدا للنقد، وكرر رواية الوزير قائلا «تقدمت للاختبار وأنا أعلم تماماً أن هناك حربا إعلامية تدار ضد والدى وأسرتى، منذ أن تولى والدى مسؤولية الدولة.. وتوقعت أن تنال منى الشائعات كما نالت من أبى وأسرتى.. وتساءل: كيف يمكننى كمواطن مصرى أن أحصل على وظيفة فى بلدى الحبيبة مصر؟.
نفس السؤال الذى طرحه آلاف الخريجين العاطلين ممن لم يمروا بالصدفة، ليزوروا زملاء لهم فى المطار. أو كما قال أحد المحللين الرياضيين، من مؤيدى الرئيس، فالأمر ليس فيه حاجة، ولا يعتبر نوعا من المجاملة، بل هو يعد انتصارا للثورة والتغيير نحو الأفضل لمصر وللعالم. حتى لو كان ابن الرئيس خلط فى كلامه بين والده الذى يتعرض للنقد، لأنه الرئيس، أما عمر فهو مواطن عادى مثل آلاف المواطنين العاطلين الذين ينتظرون مصادفة تشغلهم فى المطار، ليطيروا بعيدا عن انبهارات الوزير، ومصادفاته السعيدة.