من يتابع وسائل الإعلام من صحف وفضائيات فى الآونة الأخيرة، فسيكتشف أنها البديل الحزبى، وفى أضعف الإيمان هى لسان حال الأحزاب، وعلى سبيل المثال.. خبر حقيقى وهو لقاء د. سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، مع د. محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، والدكتور السيد البدورى، رئيس حزب الوفد، فى منزل د. السيد البدوى.
صحيفة الحرية والعدالة نشرت فى صفحة داخلية «ص4» الاثنين 18/2 خبرا مقتضبا بعنوان: «التقيت البرادعى والبدوى ولم نتطرق لمبادرة النور» وتفاصيل الخبر: «ناقش د. سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة الوضع السياسى الحالى مع كل من د. محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، ود. السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وقال الكتاتنى فى تدوينة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: التقيت الدكتور البرادعى، والدكتور السيد البدوى، لتبادل وجهات النظر حول الوضع السياسى. بحثت فى صحيفة الوفد والبوابة فلم أجد سوى خبرا فى 17/2 يقول: «غادر القاهرة الأحد سعد الكتاتنى إلى طوكيو على متن الخطوط الجوية القطرية بناء على دعوة من الحكومة اليابانية لمد جسور التواصل مع المجتمع اليابانى»!!
فى حين تجاهل المتحدثون الرسميون لجبهة الإنقاذ ذلك الخبر تماما، وأكثر من ذلك، لم يشر د. محمد البرادعى لا من قريب أو من بعيد على موقع التواصل الاجتماعى كالعادة عن الخبر!!
وفى نفس الوقت، نشرت صحيفة الشروق الاثنين 18/2 تحت عنوان «كواليس لقاء البرادعى والكتاتنى فى منزل السيد البدوى».
«الإخوان» لـ«جبهة الانقاذ»: التخلص من صباحى مقابل الاستجابة للمطالب»
«الحرية والعدالة» مستعد للتضحية بقنديل والنائب العام.. ويشترط وقف التصعيد ضد الرئيس إسلاميون: الإخوان يستشعرون الخطر من الثوار ويسعون لإقصائه
هكذا فنحن أمام معادلة إعلامية ملتبسة ومشوهة، صحيفة الحرية والعدالة تنقل من الفيس بوك عن رئيس الحزب، والوفد تنشر خبر سفر الكتاتنى لليابان على الخطوط الجوية القطرية وتتجاهل خبرا حدث فى منزل رئيس الحزب!! وإعلام جبهة الإنقاذ ومكتب البرادعى وحزب الدستور لم يهتموا بالنشر عن ذلك اللقاء!!
مصادر التيار الشعبى ومصادر حزب النور كلاهما نفى أن يكون اللقاء بين الكتاتنى والبرادعى والبدو قد تناولهما!!
لا أقصد تكذيب زملائى فى «الشروق».. ما أقصده قدرة أشقائنا فى جماعة الإخوان المسلمين الإعلامية ودورها فى محاولات تفكيك جبهة الإنقاذ قبل الانتخابات وإشاعة مناخ إعلامى تسوده الحرب النفسية ضد جبهة الإنقاذ، ويمكننا تذكر كيف تناقلت وسائل الإعلام منذ أسابيع خبرا مفاده أن «بى بى سى» أجرت استطلاع رأى حول شعبية الإخوان والإنقاذ فكانت نتيجة الاستطلاع %18 للإنقاذ و%82 للإخوان!! ثم ثبت عدم صحة الخبر منذ أن قامت «بى بى سى» بنفى الخبر وتكذيبه!!
وبالطبع أشقاؤنا فى جبهة الإنقاذ فرحون جدا بعنتريات وإفيهات بعض مقدمى البرامج، والجماعة بذكاء شديد تفكك ذلك الخطاب وتمارس كل أنواع الحرب النفسية التى تتدفق فيها التحويلات على الإعلام جنبا إلى جنب مع الضغوط «التى ترقى أحيانا إلى حد الابتزاز للبعض سواء عبر المكانة الحالية للبعض أو عبر البلاغات لبعض الإعلاميين بازدراء الأديان، من جهة أخرى، وصولا إلى التهديد والوعيد عبر الوقفات الاحتجاجية أو الاعتصامات والحرق «كما حدث لحزب الوفد وصحيفته» وهكذا تتداخل رؤوس الأموال مع رؤوس الأقلام.. ناهيك عن أن التضحية برؤوسنا وبعقولنا ليست بعيدة!!