المكوث فى الظلام ربما يكون له تأثير جيد فى علاج مرض كسل العين، وهى الحالة التى تحدث نتيجة ضعف كبير فى أحد العينين مقارنة بالأخرى، كما أشارت دراسة كندية حديثة.
فى هذه الدراسة قام الباحثون بقياس تأثير الظلام على عيون القطط الصغيرة. وتشير الدراسة إلى أنه عند ثبوت تلك النظرية على البشر فسوف يعنى ذلك حياة أفضل لملايين من الأشخاص فى العالم يعانون من مرض كسل العين والذى يعرف بمرض amblyopia.
هناك ما يقرب من 4% من الشعب الكندى يعانون من مرض كسل العين الذى له أساب متعددة مثل الإصابة بالمياه الزرقاء أو العدسة المكدرة التى تحجب الضوء من الوصول للعين، عندئذ يتوقف المخ عن تطوير المعلومات من تلك العين، مما يؤدى فى النهاية لإصابة العين بالكسل، كما أشار كاتب الدراسة كيفن ديفى من جامعة تورنتو.
يذكر أن الأطفال الذين يعانون من مشكلة كسل العين دائماً ما يرتدون عصابة تغطى العين القوية لإجبار العين الضعيفة على بذل مزيد من الجهد والعمل. إلا أنه من الصعب إجبار الأطفال فى سن أربعة أو خمسة أعوام على الاستمرار فى وضع تلك العصابة على العين. فى حين قد يعانى الأشخاص البالغون الذين لا يعالجون المشكلة من صعوبات خطيرة فى الرؤية طوال حياتهم.
وقد لاحظ الباحثون لعدة سنوات مضت أن القطط الصغيرة التى تعانى عطبا فى عين واحدة لديها خلايا أصغر تربط تلك العين بالمخ. إلا أن وضع الحيوانات فى الظلام قد غير من الحالة، حيث ساعد الظلام هذه القطط الصغيرة فى علاج المشكلة.
لمعرفة حقيقة هذه الفرضية، قام الباحثون بإجراء دراسة على عدة قطط صغيرة، ووضع عصابة على إحدى العينين لكل حيوان لمدة أسبوع، ثم تركوا هذه الحيوانات تتجول بالمكان لعدة أسابيع، مع ترك العينين مفتوحتين، الأمر الذى نتج عنه حدوث ما يعرف بكسل العين.
بعدها قام الباحثون بوضع القطط الصغيرة مع أقرانها وأمهاتها فى غرفة مظلمة تماماً. تم إخراج القطط من الظلام بعد مرور عشرة أيام. وبعد مرور عدة أسابيع وجد الباحثون أن الحيوانات قد شفيت تماماً من مرض كسل العين.
وفى تجربة أخرى أوضح فريق البحث أن وضع صغار القطط فى غرفة مظلمة بعد مرحلة وضع عصابة على إحدى العينين قد ساعد فى تجنب حدوث المشكلة فى المقام الأول.
وقبل محاولة تطبيق تلك الطريقة فى علاج البشر يجب على العلماء أولاً إخبارنا بالمدة التى يستطيع فيها الأطفال المكوث فى الظلام الدامس.