الأجواء الكارثية التى تضرب كل أرجاء الوطن لا يمكن أن نطلق عليها ثورة أو حتى ثورة مضادة، بل هى مؤامرة دولية تحاك على مصر، هدفها الأساسى هو تحويل مصر إلى غزة، أو عراق، أو أفغانستان، أو صومال أخرى.
وللأسف هناك قيادات ومؤسسات وأحزاب وتيارات مختلفة من كل الأطياف، سواء التابعة للنظام أو للمعارضة، تساهم فى تدمير هذا البلد الذى لم يكن أحد يتوقع أن يسقط فى شباك المؤامرات بهذه السهولة، خاصة أن هناك من كان يصدعنا ليلا ونهارا بالحديث عن عمق النسيج المصرى، ووحدة الشعب، وغيرها من الكلمات الشاعرية التى لم تعد تصلح فى هذه الأجواء الكارثية التى بدأت منذ أن تولت جماعة الإخوان المسلمين حكم مصر.
من أخطر المشاهد التى نراها الآن على الساحة المصرية هو إعلان مدن القناة الثلاث، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، العصيان المدنى، والانفصال عن الدولة المركزية التى دمرها الإخوان بألاعيبهم ومؤامراتهم على كل القوى السياسية، سواء أكانت إسلامية أم ليبرالية. دعوة مدن القناة وصلت إلى قيام بعضهم برفع أعلام خاصة بهم وليس العلم المصرى، كما حدث فى بورسعيد، وهو ما يعنى أن سياسات الدكتور محمد مرسى لو استمرت بهذا السوء سوف نجد مدنا أخرى ترفع راية العصيان والتمرد على الحكومة المركزية، وهو ما لم يحدث فى تاريخ مصر منذ توحيدها على يد الملك مينا، موحد القطرين. ما يجرى الآن فى بر مصر لا يمكن أن يكون صدفة أو وليد موجة غضب، بل أرى أنه جزء من تفتيت مصر، وهو هدف استعمارى قديم، يبدو أن سيناريو تحقيقه بدأ مع صعود جماعة الإخوان لحكم مصر، والتى ساهمت سياساتها فى إشعال النار فى مصر، خاصة بعد إصرار الرئيس الإخوانى محمد مرسى على تنفيذ مخطط الأخونة، ضاربا بكل مشاكل مصر عرض الحائط، لأن هدفه هو «التمكين»، حتى لو تحقق على %10 من أراضى مصر، فمرسى جاء لينفذ خطة التمكين فقط، أما تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية وغيرهما من مطالب هذا الشعب، فهى آخر ما يفكر فيه، والنتيجة هو هذا المشهد الكارثى الذى نراه يوميا فى أغلب مدن وقرى مصر، والمتمثل فى دعاوى الانفصال أو العصيان المدنى، والذى تغذيه تلك السياسات الفاشلة للرئيس مرسى، وحكومة الدكتور قنديل التى أدت إلى مزيد من الفقر، وعدم الانتماء لهذا الوطن.