عادل السنهورى

بورسعيد لسه بتحلم

الإثنين، 25 فبراير 2013 09:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أى تنمية وأى نهضة – لا مؤاخذة - سوف تتحقق فى مصر، وتنظيم الإخوان تحت الرعاية والإشراف الرئاسى، لا همّ له سوى السعى للسيطرة والاستحواذ، والزحف على أجهزة الدولة ومؤسساتها، ولا يشغل باله الوضع المـتأزم على الأرض من عصيان مدنى، أو مظاهرات غضب وعنف، واحتجاجات فئوية، وإضرابات عمالية، وقطع طرق وتعطيل منشآت عامة وخاصة فى معظم أرجاء الدولة، ولا يهتم بحالة الاحتقان والانقسام السياسى والتردى الاقتصادى، ماضيا فى مشروع «الأخونة»، مهما يحدث، ومهما كلفه الأمر.

النظام السياسى الذى لا يقلقه غضب مدينة بأكملها أعلنت العصيان عليه، وتضامنت معها مدن أخرى، ويستمر فى تجاهل هذا العصيان، بل يسعى لتشويهه وتشويه تاريخ مدينة باسلة، كتبت بصمودها ونضالها نهاية امبراطوريات استعمارية قديمة، هو نظام لا يستحق أن يحكم، بل ويسطر نهايته السريعة بنفسه. فمدينة المحلة ومظاهرات واضراب عمالها كانت ضربة المعول الأولى فى بنيان نظام مستبد وفاسد، وإنزال صورة مبارك الضخمة بالمدينة، كانت بداية للسقوط الكبير الذى لم يستوعب دلالته النظام السابق، مثلما يفعل نظام الإخوان الحالى مع بورسعيد الرافضة له، ومعها باقى مدن القناة، والتى أصدرت حكما شعبيا بإعدامه، ومع ذلك فالرسالة لم تصل بعد للإخوان.

كيف نصدق أن هناك مشروعا لتنمية منطقة قناة السويس ومدنها الذى يتغنون به الآن، وهذه المدن فى حالة خصام وغضب من النظام الحالى، الذى أقام بينه وبينها حاجزا وجرحا نفسيا غائرا، لن يلتئم فى المدى القريب، ولن يتمكن النظام من تنفيذ أى مشروعات تنموية - إذا كانت حقيقية بالفعل، وليست كذبا كالعادة - وهذه المدن قد أعلنت رفضها ومقاطعتها لخططه ومشروعاته، بسبب غبائه السياسى المتواصل فى أسلوب إدارته لشؤون الدولة وأزماتها المستمرة.

بورسعيد التى دفعت ثمن عداء وكراهية النظام السابق لها، وعانت من ظلمه وعقابه وإهماله لها، مازالت تدفع نفس الثمن مع بدايات حكم النظام الحالى، وبدلا من أن تحلم بأن تتحول إلى سنغافورة الشرق الأوسط، أو حتى دبى، ولأن تكون مصدرا مهولا للدخل القومى لمصر.. بعد ثورة رفعت شعارات الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية، تصبح بسبب جهل، ورعونة سياسية، وانقضاض على الثورة، بؤرة للغضب والعنف، ومهدا للعصيان والتمرد.

عروس مدن القناة مازالت تحلم بزوال الغمّة، والكابوس، حتى يتحقق حلم التنمية الحقيقى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة