تلعب جماعة الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة» لعبة تجاوز المطالب التى يطرحها الآخرون وترفضها، تعتمد على إجبار الآخرين على الدخول فى السباق الذى تحدده هى، تنسى حكايات الأساس المعمارى السليم لضمان تشييد بناء قوى، تعتمد على أسطوانة الاستقرار، وتنسى أنها نفس الأسطوانة التى أدت إلى سقوط مبارك.
«الجماعة» تجر الآخرين إلى سباق الانتخابات، كان مبارك يفعل نفس الشىء وتنفذ جماعته سيناريو التزوير. فى انتخابات 2010 وقف أحمد عز وصفوت الشريف يتحدثان عن النزاهة التى شهدتها الانتخابات كما لم تشهدها مصر من قبل، لكنها كانت المسمار الأقوى فى نعش النظام، انسحب حمدين صباحى فى الثانية ظهرا يوم الانتخابات بعد أن شهدت دائرته أوسع أعمال بلطجة وتدخلا أمنيا سافرا تجسد فى تسويد البطاقات لمنافسه وتعبئة الصناديق بها، فى جولة الإعادة قرر حزب الوفد والإخوان الانسحاب، بقى حزب التجمع لكنه لم يحصد شيئا، وأعطى عز والشريف عددا من المقاعد لأحزاب تحت بير السلم، لم يبلع أحد هذه اللعبة الرخيصة رغم آلة النظام التى تحدثت عن أن الدكتور زكريا عزمى سيكون وحده كتيبة معارضة للحكومة.
أكدت انتخابات «مبارك» على أزمة النظام، أنه لا يعى شيئا مما حوله، أكدت وهم استناده على كوادر تتلاحم مع الجماهير، صم النظام آذانه عن أى تقارير تحذره، قرر أن العالم الذى يمضى فى طريق الديمقراطية والتقدم لا يعنيه فى شىء، فواصل لعبته التى أضاعته، لم يصدق أركانه أنه من الممكن أن تحدث ثورة، ولم تصدق قوى فى المعارضة، ففاوضته سرا من أجل الحصول على عدد من المقاعد تضمن لها الوجود تحت الأضواء، كان نظام مبارك يلعب لعبة تجاوز المطالب التى يطرحها آخرون، أذكر أن صفوت الشريف قال لقادة معارضة قابلوه ليرفعوا له مطالبهم بتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات: «الحزب الوطنى له أيضا مطالب لدى المعارضة بتوفير نفس الضمانات»، كان كلامه «ثعلبيا» يعتمد على أن الآلة ستدور، ولن تجد المعارضة مفرا من الدوران معها، هى لعبة إطالة العمر للنظام، لكنه سقط.
جماعة الإخوان تلعب نفس اللعبة الآن، التشريع فى يدها كما كان التشريع فى يد الحزب الوطنى، الوزراء والمحافظون منها موجودون، تقسم الدوائر بالطريقة التى تراها، لا تحترم رأى المحكمة الدستورية فيما ذهبت إليه فى قانون الانتخابات، تلتف على المحكمة بعد أن شوهت دورها فتحيل القانون إلى مرسى، دون أن تعيده مرة أخرى إليها حتى تقر صحته، ترفض الحديث عن حكومة جديدة تدير الانتخابات على الأقل، هى ترى أن ذلك سيكون انتحارا لأنه استجابة لجبهة الإنقاذ، وتنسى أن الثقة التى تتحدث عنها فى الفوز بالانتخابات ستبطل حجج الآخرين لو غيرت الحكومة.
هى تفرض الواقع وتراهن على أن الآخرين سيلتحقون بـ«اللعبة»، التحدى الكبير الآن أمام المعارضة، إما أنها تسير على درب المعارضة الحزبية المحسوبة أيام مبارك، وإما أنها تحفر لها علامة جديدة فى النهج، علامتها الجديدة الآن هى مقاطعتها للانتخابات، ليس صحيحا أن المقاطعة ستفوت فرصة المشاركة، المقاطعة فعل سياسى أيضا، فرص الحصد من المقاطعة تتزايد، الفعل يبدأ بفكرة، وعصيان بورسعيد دليل، ومن يدرى فعدواه قد تنتقل إلى أماكن أخرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الإستحقاق الإنتخابى يطابق الدستور الجديد ... الفاشلون فقط يهربون ... !
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
فرحان بعصـيان بور سـعيد المزعـوم و تنتظـر نقل عـدواه لأماكـن أخـرى
عدد الردود 0
بواسطة:
مرسال
ولكننا لسنا فى عصر مبارك ... نحن فى عصر الديمقراطية وإحترام الدستور ... !
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
سـيبك من الماضـى و خياله . الماضـى إحنا مالنا و ماله
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
كبسولات**يا ناركونى بردا وسلاما على الاتحادية**والفاشلون**
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا مهران
حجم حمدين وجبهة الخراب ... على خريطة مصر .. !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سعيد المصرى
الحقبة الناصرية الديكتاتورية
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريبش
لا يليق برئيس لا يحمل اجنده ولا نتيجه حائط ان يقود مصر..مؤيديه ما هم الا جهله مثله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد غنيم
المعارضه وفرض رأيها بالقوه والعصيان المدنى
عدد الردود 0
بواسطة:
صائد الفلول
8 - العصيان المدنى آخر أوراق التوت .. والله أعلم بمن الجاهل ...؟