هل نقاطع الانتخابات البرلمانية؟.. أم ندخلها؟
إجابة السؤال تتوقف على مدى اقتناعك بمجموعة أساطير
الأسطورة الأولى: أسطورة المنظومة الكاملة
وتقوم هذه الأسطورة على أن المشاركة فى أى انتخابات يشوبها أى شائبة يعتبر خيانة للثورة، ولمصر، ولدماء الشهداء، ولا يجوز الدخول فى أى انتخابات يتخللها أى نقص أو سوء تنظيم، وأى شىء من هذه الأشياء، يعتبر تزويرا سافرا لصالح الحزب الحاكم، ولا بد من توافر المنظومة المثالية الكاملة. ولو طبقنا ذلك الكلام على غالبية زعماء العالم الذين ألهموه، ستجدهم مجموعة من الخونة، وهذا الكلام ينطبق على غاندى، ومانديلا، وأردوغان، ومهاتير، ولولا دا سيلفا، والليندى، وغالبية قادة العالم الذين لم يدخل أى واحد فيهم أى منظومة كاملة، بل عمل جميعهم فى منظومة فاسدة أو شبه فاسدة على أقل تقدير، ولا يوجد حتى الآن فى أى دولة فى العالم منظومة كاملة أصلاً. بعض هؤلاء القادة عمل تحت ظروف احتلال عسكرى، وبعضهم عمل بدون أى تمويل، وبعضهم عمل فى منظومة يتحكم فيها حكم عسكرى غشوم، والمشترك بين غالبيتهم أنهم كانوا يحتكمون فى نهاية الأمر إلى أصوات الشعب، وكان الصندوق لا يمسه أحد، برغم كل الفساد السياسى فى مرحلة ما قبل الصندوق، وهو أمر يشبه ما تمر به مصر الآن.
الأسطورة الثانية: الانتخابات ستزور فى جميع الأحوال
وهى أسطورة مبنية على الأسطورة الأولى، وهذا من عجائب الزمن، انتخابات يذهب إليها عشرون مليونا أو أكثر يتم تزويرها، ويتناسون أن التزوير مستحيل مع كثافة التصويت.
ويتناسون أن من يشرف على الانتخابات (أعنى القضاة)، غالبيتهم فى خلاف مع النظام، وضد حزب الأغلبية، ومن المستحيل أن يجاملوه، ولولا الحرج لقلت أكثر من ذلك!
الأسطورة الثالثة: الانتخابات ستأتى بالإخوان فى جميع الأحوال
ولو لاحظت ستراها أسطورة مبنية على التى قبلها أيضاً، وهى أسطورة مؤلمة مضحكة، فمن يقولها يزعم أن الشارع معه، ويزعم أنه سيسقط الرئيس، وأن ثورة جديدة قد اندلعت، ولكنه لا يريد أن يحتكم لرأى الشعب. هؤلاء يقولون إن الزيت والسكر سيوجهان التصويت فى اتجاه لا ثانى له، ويتناسون أن التيار الإسلامى قد انقسم على نفسه، وأن أهم الأحزاب السلفية صار إلى التيار المدنى أقرب منه إلى الإخوان، وأن بإمكان الفريقين أن يشكلا حكومة فى ضوء التراجع الرهيب لشعبية الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية. هؤلاء يتناسون أن المعارضة قد حققت انتصارا يمكن البناء عليه، أعنى نسبة المصوتين بـ«لا» على الدستور، وأن ترك هذا الإنجاز يضيع عمل غير حكيم.
الأسطورة الرابعة: من يشارك يعطى شرعية للنظام
وكأن أحدا من قيادات المعارضة قد تجرأ على القول بسقوط شرعية النظام أو الرئيس!
إن جميع قادة المعارضة تبرأوا من القول بسقوط شرعية النظام، وفسروا سائر تصريحاتهم بشتى الأشكال، لكى لا يحسب عليهم أنهم قد انقلبوا على شرعية الصناديق، وأنهم لا يرضون بحكم الشعب، وبالتالى لن يفيد أن نشكك فى شرعية النظام على تويتر والفيس بوك، ثم نفاجأ بصندوق انتخابى يضعنا أمام أمر واقع بإمكاننا تغييره لو اجتهدنا.
الأسطورة الخامسة: لا يمكن الانتصار على الإخوان إلا بالعسكر
وهذا مشكل أخلاقى أولا، وهى أفكار العجزة والعجائز، لا يتخيلون أنهم يستطيعون الانتصار على الحزب الحاكم، ولا يملكون خطة لبناء مؤسسات سياسية متماسكة، تستطيع أن تقدم للناس بديلاً يثقون فيه، حتى لو استغرق ذلك سنوات، إنهم أناس يريدون النصر حالاً، ومن يخالفهم فى وجهة نظرهم السطحية تلك، لا بد أن يكون عميلاً لأى أحد، للإخوان، أو لأمريكا، أو لإسرائيل. .. اختر ما شئت.
هذه الأساطير الخمس إذا اقتنعت بها، فلا بد أن تدعو للمقاطعة!
أما إذا كنت تثق فى الشعب المصرى، ثم فى نفسك، وإذا كنت ترى أن لديك القدرة بالتعاون مع المخلصين على تقديم بديل للناس يغنيهم عن النظام العاجز الذى يحكمهم، والمعارضة الكسيحة التى لا تمثل أحدا، وإذا كنت تملك من الصبر ما يجعلك على استعداد للبذل لكى ينصلح هذا البلد دون الدخول فى حرب أهلية، ودون الاستسلام لتخاذل أصحاب القصور الذين لا يريدون النزول إلى الناس.. إذا كنت كذلك، فلا شك أنك سترى مقاطعة الانتخابات عبثاً لا طائل من ورائه، وسترى أن شعبية الحزب الحاكم الآن منهارة فى الشارع، وأننا الآن نملك فرصة أن ندخل فى الجهاز الإدارى للدولة، شاء من شاء، وأبى من أبى.
لهذه الأسباب، قررت أن أخوض الصعب، وأن أترك الحلول السهلة، وأن أترشح لمجلس النواب، وذلك تكليف لا تشريف، ومغرم لا مغنم. على كل من يطالبنى بالمقاطعة أن يقدم لى بديلاً، وأقصد بالبديل أمرا آخر غير انتظار الانقلاب العسكرى، وغير إعداد المولوتوف!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
احترم وجهة نظرك ولكن - مقاطعة الطغاه ومحاربتهم شرف عظيم وليس خسران مبين
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اعتقد احداث ال25 شهر الماضيه كافيه لتتبين من هو الصالح ومن هو الطالح ومن الظالم والمظلوم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هكذا تعلمنا من التاريخ - هناك من يركبون سفينة فرعون وهناك من يركبون سفينة نوح
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ثابت الدسوقى
أساطير عبد الرحمن من وحى خياله
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الرئيس اهدر فرص كثيره لارضاء شعبه وكسب محبته وانحاز الى دعاة الطائفيه والقهر والتكفير
هذه بداية القصه
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
إعلن مشاركتك ولاتشوه المقاطعين
عدد الردود 0
بواسطة:
كذا ميزة
دائما بحب تفكيرك
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ماذا يضير مرسى فى تعديل الدستور وتغيير الحكومه واقالة النائب العام ومنح الدستوريه سلطاتها
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
والسؤال اليوم - لقد انتظرنا هذه الثوره 30 سنه وعندما جاءت وترسخت لم نرى شيئا من اهدافها
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
قل لى - ماذا تملك جبهة الانقاذ لكى تتنازل عنه للسلطه عدا كرامتها وكرامة شعبها
بدون