هل حكومة الدكتور هشام بيروقراطية أم تكنوقراطية أم سياسية؟ الحقيقة أنها تبدو فى كثير من الأحيان مثل الحلاوة فى الإعلان، لا حلاوة ولا شيكولاتة، وإنما «اختراع». ترى تصريحات الرجل ووزرائه فترى حلقة مفقودة بين المواطن والحكومة.
حكومة تتحدث على إنجازات يصعب رؤيتها بالعين المجردة، ولا الميكروسكوب الضوئى أو الإلكترونى، رئيس الحكومة يتحدث عن حوار مجتمعى غير مرئى، وموازنة غير واضحة المعالم، وإنجازات لم تحدث، حيث الأمن غائب والقمامة متراكمة، والفواتير متضاعفة.
ثم نرى موقف الرئيس والجماعة نفسه مثيرا للدهشة، الرئيس سبق أن أعلن ثقته فى الحكومة وكرر الثقة فى حواره الأخير، ويقول إن البعض يقول جيدة والبعض يقول غير جيدة، وهو يميل إلى أنها جيدة، مع أنها حكومة لم تظهر لها إمارة.
ثم يقول لنا الرئيس إن الحكومة مستمرة إلى ما بعد الانتخابات، ولا يصح أن نغيرها لشهرين، ويناقض نفسه فهو يقول إنه غير وزير الداخلية للكفاءة، مع أن الوزير الحالى ليس أفضل من السابق، ألم يكن من الأليق تغيير رئيس وزراء بمن هو أكفأ؟ لن تجد ردا يبرر بقاء حكومة فاشلة حتى فى الجولات المفاجئة.
حكومة الدكتور هشام فاشلة «تكنوقراط وبيروقراط وسياسوقراط». قنديل كل ما يملكه هو جولات مفاجئة مصورة يتصور أنها يمكن أن تحسن صورته، ولم يفكر فى جولة مفاجئة للزبالة أو المرور والانفلات الأمنى الذى تجاوز الحدود، وكل ما فعله الرئيس أنه قال عن قطاع الطرق واللصوص بالإكراه إنهم خارجون على القانون. ومع تعدد جولات الدكتور هشام لم يفكر مرة فى لقاء ومحادثة حاملى الدكتوراة والماجستير أمام مكتبه ومنزله، واشتكى من أنهم يعطلون المرور ويضايقون السكان. مثل جولات وزير التموين التى تظهر فى الصور بينما الأفران مغلقة أو تنتج خبزا غير ممكن، ولم تنجح جولات وزير التموين المصورة فى توفير عيش حقيقى فى كل الأفران وليس أمام الكاميرات.
ومن الجولات المصورة إلى التصريحات المتناثرة التى يستعرض فيها هشام إنجازات وهمية، ويتحدث عن حوار مجتمعى غير مرئى، ناهيك عن تصريحات وزراء ومنها تصريحات أسامة صالح، وزير الاستثمار، الذى قال إن المصريين بعد الثورة تركوا العمل والاقتصاد واتجهوا للسياسة، متجاهلا العلاقة بين السياسة والاقتصاد، ولم يسأل نفسه كيف يمكن للعاطلين أن يفكروا فى العمل وينشغلوا باقتصاد لا يعرفون له رأسا من قدمين؟ بل هم لا يعرفون نوع الحكومة أو اتجاهها، وهى تعمل ببرنامج لا يختلف عما كان مطروحا من نظام مبارك، وبعضه سببا فى الثورة، وزير الاستثمار يتحدث عن سد العجز بترشيد الدعم، والصكوك والاقتراض والضرائب، ولا يتكلم عن الأجور والتوظيف، يتحدث عن إصلاح العجز، ولا يتطرق إلى عجز فى التوظيف، ثم أن الطبيعى أن ينشغل الناس بالسياسة بعد ثورة، والأهم أنه لا فاصل بين السياسة والاقتصاد، خاصة عندما نكون أمام حكومة لا تكنوقراط ولا بيروقراط وإنما «اختراع».. بلا رأس ولا رجل.