يستكمل الكاتب اللامع ضياء رشوان معركته على مقعد نقيب الصحفيين، التى بدأها عام 2009، ضد الكاتب الكبير والنقيب الأسبق مكرم محمد أحمد، وخسرها فى مرحلة الإعادة، بعد أن سن نظام مبارك أسلحته ضده، وقاد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى التعبئة العامة فى الوسط الصحفى لإسقاطه، ومما تكشف فيما بعد أن الرئيس السابق حسنى مبارك أعطى أوامره الصريحة لـ«الشريف» لإسقاط ضياء بأى طريقة.
ولعلنا نتذكر وقتئذ مشهد رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف الرسمية، وهم يقودون بأنفسهم حشد صحفييهم ضد ضياء، باستخدام سلاح الترهيب الذى استخدموه ضد الصحفيين طوال عهد مبارك، نزلوا جميعاً إلى ساحة المعركة ليقاوموا زلزال رغبة الصحفيين فى التغيير، وامتدت تدخلات صفوت الشريف إلى رؤساء تحرير صحف مستقلة، وخضع الكثير منهم لتهديداته، وللتاريخ لم تخضع «اليوم السابع» ورئيس تحريرها خالد صلاح لتدخلات «الشريف»، وسيبقى ذلك من مفاخرها.
وليس من قبيل المبالغة القول بأن معركة ضياء رشوان فى عام 2009، كانت ضمن نبؤات لثورة 25 يناير عام 2011، والشاهد تلك الهتافات التى رجت أرجاء نقابة الصحفيين بعد إعلان فوز مكرم محمد أحمد، حمل الصحفيون «ضياء» وسط هتاف بالغ التأثير: «كنا شباب وبقينا ثورة.. يكفينا شرف المحاولة»، وبعد الهتاف بأقل من عامين جاءت الثورة، وكان الصحفيون فى طليعتها بشهداء وجرحى.
كانت محاولة الفتى الأسمر «ضياء» ابن الصعيد، خطوة كبيرة في التراكم نحو الثورة المأمولة، وسيرا على نهج نقباء عظام سابقين مثل كامل زهيرى وجلال عارف، وقامات صحفية أخرى خاضت أعظم المعارك من أجل نقابة حرة مستقلة، وها هو يستكملها الآن.
اللافت فى معركة ضياء السابقة، أن رجال نظام مبارك فى الوسط الصحفى استخدموا ضده شائعة سخيفة وهى، أنه من «الإخوان»، وضغطوا على هذه الشائعة لتمريرها، لمجرد أن مجال بحثه الأكاديمى فى «الإسلام السياسى»، والمفارقة أن جماعة الإخوان، تضعه الآن فى مقدمة خصومها، ووصل بها حد التدخل فى الشأن الصحفى، أنها تضعه على رأس قائمة تستهدف إسقاطها، تضم من المرشحين على العضوية أربعة أسماء أخرى هم، جمال عبدالرحيم وكارم محمود ورامى إبراهيم وعلاء ثابت، وعلى أثر ذلك من المنطقى أن يعتذر له كل الذين أشهروا هذه الشائعة السخيفة ضده، وانتصاراً للضمير الصحيح فمن لم يصوتوا له تحت تأثير هذه الشائعة، عليهم التصحيح بالتصويت له، لتؤكد الجماعة الصحفية اختيارها لنقيبها ومجلسها طبقاً لمعايير نقابية صحيحة، وليس لغرض «اختطاف» النقابة لـ«الأخونة» بالهيمنة عليها، مما يرتب أعظم الأضرار على حرية الصحافة مستقبلاً.
فى أسلحة التشهير «الرخيصة»، ما قيل سابقا، ويستدعيه البعض الآن، بأن «ضياء» ليس «صحفياً» وإنما باحث، وهذا قول مغلوط، فالصحافة جيش متكامل، فيه باحثون ومصورون ومصححون ومخرجون ومنفذون، ولا يمكن فصل هؤلاء عن بعضهم، كما أن واحدا بقامة الكاتب العظيم أحمد بهاء الدين لم يدخل الصحافة من باب الخبر أو التحقيق الصحفى، وإنما من باب المقال فهل نحكم عليه بأنه ليس صحفياً؟