بين جبهة الإنقاذ والقوى المدنية وهى الطرف المعارض للرئيس مرسى من ناحية، والرئاسة المستندة إلى حكم جماعة الإخوان المسلمين من ناحية أخرى صولات وجولات عديدة، فى إطار حرب ضروس لم يتبين منها إلى الآن من الخاسر ومن الفائز.
بعبارة أخرى، هناك ثلة من المعارك أو الغزوات (على حد تعبير الإسلاميين) بين الطرفين، تجعل الكفة تسير هنا أحيانًا وتسير فى الاتجاه المعاكس أحيانًا أخرى.
الصراع الذى دار بين الجبهة وبين الحكم فى نوفمبر وديسمبر 2012، كان حول معركتين: المعركة الأول كانت بشأن الإعلان الدستورى المكبل للحياة العامة، والمعركة الثانية كانت حول الدستور المسيس بامتياز من قبل زمرة من غلاة الصقور من الإخوان وقيادات حزب الوسط الذين يثبتون يوميًا أصولهم الإخوانية كما أقر بذلك أمن الدولة فى عهد مبارك، إضافة إلى المدافعين عن الإخوان داخل بعض التيارات السلفية.
المعركة الأولى سددت فيها الجبهة إلى الحكم ضربة موجعة انتصرت فيها نصرًا عسكريًا وسياسيًا مؤزرًا. وقد تمثل ذلك فى افتضاح أمر الحكم حول الإعلان الدستورى، ما اضطره إلى إلغائه فى نهاية الأمر.
وعلى العكس سدد الحكم فى المعركة الثانية، التى حملت اسم استفتاء الدستور ضربة عسكرية موجعة لجبهة الإنقاذ، من خلال تمرير الدستور. لكن تلك المعركة حملت فى طياتها انتصارًا سياسيًا منقطع النظير لجبهة الإنقاذ. وقد تمثل الانتصار فى التعاطف الشعبى الجارف مع الجبهة، بزيادة من أيدها عن أكثر من ثلث المقترعين، ومقاطعة ثلثى الهيئة الناخبة للاستفتاء.
لكن ماذا حدث فى معركة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير؟
النصر من زاوية عسكرية كان حليف الجبهة، لكن سياسيًا أو شعبيًا ربح الإخوان بشكل أكبر بكثير. فبعد أن ألقوا كرة العنف فى ملعب الجبهة، لم تستطع الجبهة أن تعيد الكرة لوسط الملعب، بإعلان تبرأها من موجة العنف إلا على استحياء وبعد فترة من اندلاع الأحداث. كل هذه الأمور جعلت الشارع يوسم الجبهة بأنها وراء أحداث العنف، رغم أن ذلك غير صحيح. بعبارة أخرى، كل الظروف خدمت الإخوان بأن أظهروا أن الجبهة لا تندد بالعنف، وربما تديره، وهو عنف اتضح على الأرض أنه يدمر الممتلكات العامة والخاصة ويفتح السجون ويدمر السياحة ويعطل المرور ويقطع الطرق...إلخ. خلاصة القول، خسرت الجبهة المعركة الحالية وربحها الإخوان. ورغم إننى لا أشك للحظة واحدة فى سلامة نوايا الجبهة، إلا أننى أرى المنتج وأبنى عليه. ماذا يقول المنتج؟ يقول إن أكثر من 50% من آراء المواطنين فى محطات الإذاعة والتليفزيون المصرية والعربية والدولية، والمواقع الإلكترونية التى تستطلع رأى زبائنها، تحمل الجبهة المسئولية عن العنف.
لقد كان حريًا بالجبهة أن تندد بكل حدث من أحداث العنف فى الأيام الماضية حتى لو ظهر أن الإخوان وراءه، وذلك لتبرئة ساحتها، لكنها بسذاجة شديدة فضلت رضاء قطاع الطرق واللصوص والمخربين القائمين بالعنف وغير المنتمين لها بأى صلة، كما فضلت استرضاء غير المتظاهرين السلميين، وذلك كله على حساب رضاء الشعب، الذى حازت على دعمه الشهر الماضى فى معركتى الدستور والإعلان الدستورى.
كنا نفضل أن تستثمر الجبهة إنجازها فى معركتى الإعلان الدستورى والدستور كرصيد لها ـ تزيد عليه - فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن وقع المحظور، وألبس الإخوان الجبهة فى حائط رخامى....فهل تفيق الجبهة من الدرس بسرعة أم ترضى عصابة من الغوغاء والفوضويين على حساب الشعب الذى وقف بجانبها ضد حكم الإخوان.....على الله قصد السبيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صبحى ابوستيت
مين اللى بيكلم ده , مش مصدق نفسى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بجد
دكتور .... بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
على برهان سفير سابق
ديمقراطية الأخوان : دعهم يجتمعون و يتظاهرون و يخبطوا راسهم فى الحيط و أحنا ودن من طين و ود
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار سيد عبد المنعم
إنقاز مين ! واضح أن الكاتب لم يصله رد مدن القناة على الفشل الرئاسى فى إدارة الأزمات !
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الوهاب البرلسى بالنقض
مرسى يعلم ما يريده الشعب لكنه يماطل و يستهلك الوقت فى طلب حوارات لا ينفذ منها شيئا !
عدد الردود 0
بواسطة:
كيميائى عبد القادر
إختصار ما يحدث فى الشارع أنه صراع بين الجبهة و الأخوان خطاء كبير من الكاتب المحترم !!
عدد الردود 0
بواسطة:
جمالى على
انتظرونا بعد مائة سنة وعليكم خير
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالوهاب عمارة
التعاطف يبدو واضحا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رمضان
ما مصير من سوف يعارضهم اذا وصلت الجبهه للحكم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رمضان
ما مصير من سوف يعارضهم اذا وصلت الجبهه للحكم