ناصر عراق

يسألونك عن سحل المتظاهرين!

الأحد، 03 فبراير 2013 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد الموجع الذى نقلته قناة الحياة على الهواء مباشرة أمس الجمعة 1/2/2013 يفضح جبروت نظام غبى وجاهل ومتجبر، ذلك أن الملايين شاهدوا مجموعة من رجال الشرطة، لا أدرى هل هم رجال حقاً؟ المهم لقد قام هؤلاء العساكر الأشاوس بتجريد رجل من ملابسه كاملاً، وأكرر كاملاً، أمام قصر الاتحادية حتى ظهرت للملايين عورة هذا الرجل المسكين، ثم قاموا بسحله على الأسفلت، وهم يتبادلون ركله بشماتة وغل، بينما السيد الرئيس يمارس مهام عمله بداخل القصر، كما قال بيان الرئاسة!

لا يمكن فهم هذا السلوك البائس من الشرطة إلا فى إطار قراءة صحيحة لما حدث لثورتنا منذ طرد مبارك من عرين الرئاسة فى 11/2/2011 وحتى هذه اللحظة، فكل الدلائل تؤكد أن الدكتور مرسى وجماعته هم الامتداد المشبوه لنظام مبارك وحزبه الوطنى المنكوب، من حيث التوجهات السياسية والاقتصادية التى تنصاع لشروط القوى الغربية وصندوق النقد الدولى، ومن حيث الانحياز التام لرجال الأعمال ضد ملايين المصريين من العمال والفلاحين والموظفين الصغار والعاطلين عن العمل!
هذه السياسات هى التى أشعلت نيران الغضب فى أفئدة الملايين، فقررت الثورة على مبارك ونظامه قبل عامين، ولأننا وبصراحة، حديثو عهد بفكر الثورة وعلمها وشروطها، أى نتصف بالسذاجة السياسية، فقد تم (النصب) علينا من قبل المجلس العسكرى وجماعة الإخوان ورجال أعمال مبارك، واستولوا على السلطة مرة أخرى، لتعيد إنتاج السياسات الظالمة نفسها!

لذا لا عجب ولا غرابة فى أن يظل جهاز الشرطة يسير وفق منظومته القديمة، يعتقل الناس ويضربهم ويقذفهم بمئات قنابل الغاز المسيلة للدموع، ثم يجردهم من ملابسهم فى الشوارع ويسحلهم على الملأ! وبالمناسبة فقد نلت نصيبى من هذا الغاز فى ميدان التحرير حين شاركت فى الذكرى الثانية للثورة المغدورة!

لقد مكثت فى القاهرة عشرة أيام، ذهبت فيها إلى ميدان التحرير يوم الجمعة 25 يناير مع صلاة الجمعة وبقيت حتى الثامنة مساء، فرأيت ملايين المصريين الشرفاء الذين ينشدون الحرية والعدل، وهتفت مع الهاتفين ولعنت النظام مع اللاعنين، واستنشقت غاز الشرطة مع المستنشقين، حتى فاضت دموع الملايين على أحوال مصرنا الحبيبة، لكن ورود الأمل فى تحقيق أهداف الثورة كانت تزدهر فى قلوب الجميع!

لقد بح صوتنا فى أن ثورتنا قد تم خطفها من قبل جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى، وأن نظام مبارك لم يختف، بل عاد لنا مزودًا بلحية طويلة! وأن حلمنا فى تشييد مجتمع العدل والحرية والإنصاف مازال بعيد المنال، وفى حاجة إلى جهد وعلم وتضحيات، وليس عندى شك فى أننا قادرون على فعل ذلك!

أما الرجل المسكين الذى جردوه من ملابسه وسحلوه أمس أمام قصر الرئاسة، (ترى.. هل رأى الرئيس مرسى، أو تابع، هذا المشهد المخز من شرفة القصر؟) فأقول له.. لا تبتئس.. لقد جرد جهاز الشرطة نفسه من ملابسه بهذا الفعل الخسيس، وأصبح عاريًا أمام العالم كله!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة