سعيد الشحات

اغتيال «بلعيد» رسالة لصباحى والبرادعى

الخميس، 07 فبراير 2013 09:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من تونس تأتى رسالة عنف قوية، بالأمس وقعت جريمة اغتيال المعارض البارز شكرى بلعيد.

«بلعيد» كان مناضلا بارزا ضد حكم الرئيس التونسى المخلوع على زين العابدين، وهو محام وحقوقى بارز، وأصبح بعد الثورة التونسية من أبرز المعارضين لحزب النهضة «الإسلامى»، وعلى أثر ذلك تلقى تهديدات عديدة بالقتل، سبقها اتهامه بـ«الإلحاد والعلمانية»، وهى الاتهامات التى شاعت فى تونس ومصر ضد المعارضين لحكم الإخوان، والذى يمثله فى تونس حزب النهضة. وأصبحت هذه الاتهامات الفارغة بمثابة تحريض قوى يتطور فعله كل يوم، لنجد من يحل دم هؤلاء المعارضين بكل سهولة.

وإذا كانت التجربة التونسية هى إشارات بالنسبة للتجربة المصرية، منذ بدء الثورة التونسية، فإن اغتيال «بلعيد» يدفعنا إلى الحديث عما إذا كنا سنشهد هنا فى مصر مثلما يحدث فى تونس. والشاهد على ذلك تلك التصريحات الساقطة التى نسمعها بين الحين والآخر ممن يدعون علمهم بالدين، باغتيال قادة جبهة الإنقاذ، وعلى رأسهم حمدين صباحى، والدكتور محمد البرادعى.

تسللت هذه الدعاوى من رجال يدعون زورا علمهم بالدين، واستدعى أصحابها نصوصا دينية قاموا بتفسيرها على هواهم، وبالرغم من تفنيد شيوخ أفاضل آخرين لها، والرد عليها، والتحذير منها، فإن مكمن الخطر فيها أن شيوعها قد تقنع قلة لا تفهم صحيح دينها، مما قد يغريها بتنفيذ جرائم بأيديها، مثلما حدث فى تونس، ودون الرجوع لأحد، ولنتذكر فى هذا الشأن ما حدث مع الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ عام 1995، بمحاولة اغتياله بسكين حاد، ونفذ هذه الجريمة شاب لم يقرأ أدب نجيب محفوظ، وقال فى التحقيقات معه إنه سمع فتوى بقتل الرجل، ونفذها بإرادته، مما يحملنا إلى احتمال أن يقدم مثل هذا الشاب على تكرار تلك الجريمة، مادام سمع ممن يدعون التفقه فى الدين باغتيال البرادعى وصباحى وغيرهما.

اغتيال «بلعيد» فى تونس هو فى حقيقته حصاد حقيقى لهذا التغول فى الفتاوى التى يطلقها البعض باسم الدين، والتى تحض على الكراهية، وإذا تركنا مثل هذا الأمر فى مصر دون مواجهة حقيقية، فلنتوقع دماء تسيل فى مصر، لأن التضييق فى الممارسة الديمقراطية، وحدة الاستقطاب السياسى من شأنهما أن يؤديا إلى كل هذا الخطر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة