عبد الفتاح عبد المنعم

فتاوى اغتيال مصر

الخميس، 07 فبراير 2013 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى لو اختلفت الأمة كلها مع كل ما يدعو إليه قادة الإنقاذ الوطنى، فإننا لا نقرّ ولا نؤيد هذه الفتوى الشاردة من شيخ شارد أفتى بقتل هؤلاء القادة.

فمن الجنون أن يخرج علينا أحد أصحاب العمائم ليهدر دم أعضاء الجبهة، ويستعين ببعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة للترويج للفتوى الشاذة والشاردة التى لا يهدف صاحبها، ويدعى د. محمود شعبان سوى الفرقعة الإعلامية، لأن هذه الفتوى تسىء للإسلام الوسطى القائم على حرمانية قتل النفس، خاصة المسلم الذى ينطق الشهادتين.

الفتوى الشاردة للدكتور محمود شعبان ليست ضد البرادعى أو عمرو موسى أو حمدين صباحى فقط، بل ضد الإسلام والمسلمين، لأنها تعكس استهتار هذا الشيخ بمثل هذه الفتاوى التى تثير البلبلة، وتزرع الفتن، بل إننى على يقين أن فتنة هذه الفتاوى أكثر خطراً من فتنة جبهة الإنقاذ نفسها أن وجدت أساسا أن لها فتنة، وتعد تحريضاً على قتل نفس بريئة باسم الإسلام، وبلسان هذا الشيخ الضال الذى لم نره يفتى ضد بلطجية نظام الإخوان وقبله نظام مبارك المخلوع، ولم نقرأ له فتوى ضد من سلب إرادة الأمة يقول شهادة حق فى أى قضية تهم المواطن المصرى، لم يفتِ فى حكم الشرع فى كل من نهب أموال البنوك وهرب للخارج، لم نسمع أو نقرأ له رأيا فى كل كوارث الأمة العربية والإسلامية، ولم يقل لنا هذا الشيخ فتوى ضد الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لكل المقدسات الإسلامية بالقدس والأراضى الفلسطينية المحتلة.

لقد أراد هذا الشيخ المغمور أن يجامل جماعة الإخوان المسلمين ويفتى ضد معسكر أعدائهم السياسيين وليس الدينيين، ويقدم له خدماته، لكنه خالف الشرع بفتوى القتل الغريبة ضد أعضاء جبهة الإنقاذ. ألا يعرف هذا الشيخ أنه بمثل هذه الفتوى تم قتل الرئيس السادات عام 1981، ولا أعرف لماذا أقحم هذا الرجل نفسه فى قضايا لا يعرف شيئاً عنها؟ وكيف ارتضى لنفسه أن يحكم بقتل نفس مستخدماً سلاح الدين والفتاوى المضروبة التى اعتدنا عليها من جماعات العنف الدينى؟

نحتاج وقفة ضد فتاوى التحريض على القتل، نحتاج من مشايخ الأزهر وعلماء الدين التصدى لمثل هذه التخاريف التى تسىء للإسلام، لأن من يستخدمها جاهل بكل ما هو إسلامى، خاصة بعد قتل واغتيال المعارض التونسى، شكرى بلعيد، الذى تمت تصفيته صباح أمس وهى بداية لتصفية كل معارض للحكم الإسلامى فى دول الربيع العربى وبدأت فى تونس وليبيا وستصل مصر قريبا بعد فتوى المدعو محمود شعبان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة