مصر الحضارة تحولت إلى خرابة بقدرة قادر فى عامين.. اندلعت الفوضى فى البلاد وانتشرت كالعدوى تحت ستار الثورة والحرية والديمقراطية والملوخية إذا لزم الأمر!! أتحدى أن يكون شارع أو حارة ببر مصر من شرقها لغربها ومن شمالها إلى جنوبها قد سَلم من الفوضى، أتحدى أن تكون وزارة أو هيئة أو بنك أو شركة.. إلخ قد سلمت من الفوضى، الكل يعتبر أن الثورة دافع ومبرر للانتقام، إنها الفرصة التى يجب على كل فرد أن يستغلها أسوأ استغلال من أجل الشخصية، إنها بوابة العبور من أى مأزق أياً ما كان، إنها فرصة من ذهب كى تسير سيارة من دون ترخيص!! أو دراجة بخارية من دون لوحة معدنية!! إنها ستار عظيم لمن يريد أن يسرق فندقا مثلاً!! إنها مرحلة خصبة قد يفلت منها المجرم من العقاب فالداخلية، كما نعلم جميعاً بعافية ولديها من الأعباء ما يكفيها ويعميها عن الأفعال الصغيرة كالسرقة والدعارة والتعاطى والاتجار بالمخدرات والبلطجة بأنواعها!! لقد أصبح المواطن يشاهد البرامج بالتلفاز، وهى تستضيف أى فرد وأكررها أى فرد وهو يسُب ويلعن فى وزير أو لواء أو رئيس سابق أو «حالى»، والغريب أنه لا ينال أدنى عقاب أو حتى معارضة!! بالطبع هذا يتم تحت شعار الديمقراطية والحرية التى حُرم منها الشعب المصرى على مدى عقود!! فتكون النتيجة أن يضرب طالب عميدا للجامعة أو يسب تلميذ ناظر مدرسة أو يتبول فرد فى الشارع على مرأى من الجميع «حرية وديمقراطية بقى!!» أو تقص منتقبة شعر فتاة بالمترو! أو يقطع مجهولون السكة الحديد أو كوبرى أكتوبر ويعطلون مصالح الدولة والمواطنين!! أو أن يتم حرق مبنى محافظة أو مجلس محلى!! أو أن يتم محاصرة مجلس الوزراء أو مجلس الشعب أو مدينة الإنتاج الإعلامى أو المحكمة الدستورية العليا!! وأخيراً أن يقتحم القصر الجمهورى بالشماريخ والألعاب النارية والمولوتوف! ثورة بقى!!
عبث وترويع لأمن المواطن ولعب بمقدرات الشعب وعدم قدرة على خلق كيان معارضة قوى يتحكم ويتزعم الشارع، مليون ائتلاف وأربعين ألف حزب وخمسين ألف حركة، وألتراس أهلاوى وزملكاوى وإسمعيلاوى ومصراوى وما إلى ذلك من ألتراسات! بالإضافة إلى جبهة إنقاذ وطنى تضم رموز المعارضة المقارب سنهم من الثمانين!! مع مزيج من المخرجين والشعراء والإعلاميين دائماً ما ينتهون إلى عدم الاتفاق على أتفه الامور! وهم يحاربون النظام متناسيون أنهم من أتوا به إلى سُدة الحكم بعدما اتحدوا معه ضد المرشح المنافس لكونه «فلول» حسب قولهم وادعائهم أنهم قادرون على مقاومته إذا أخطأ!! «سلملى على المترو».
أيها الثائرون إنه كأس الديمقراطية الذى صدعتمونا به على مدى عامين، وجاء اليوم لتتجرعوه معنا نحن الشعب، إنها الديمقراطية التى أتت بمرسى وجماعته المنظمة رئيسا لجمهورية مصر العربية عبر صناديق الاقتراع، إنها الديمقراطية التى تحدثت عنها الإدارة الأمريكية ووعدت بتحقيقها ووفت بعهدها، إنها الديمقراطية التى ستمنع أمريكا من التدخل فى شؤون مصر الداخلية ورهانكم سوف يخسر.. إنه الواقع الذى لا بد أن تعوا أنكم يا أيها الثائرون قد شاركتم فى صناعته وليس أمامكم سوى الانتظار حتى نهاية مدة الرئيس فى 2016 ولا بديل عن العمل بعيداً عن الفوضى طوال السنوات القادمة حتى تستطيعوا المنافسة على الرئاسة وإلا ما سينتج عن هذه الفوضى الخلاقة كارثة حقيقية قد تنهى على ما تبقى من الوطن.
تامر عبدالمنعم
كفاكم خراباً أيها الثائرون فليس أمامكم إلا الانتظار لـ2016
الخميس، 07 فبراير 2013 11:01 م