يبدو أن السادة القائمين على الحكم فى مصر قد شعروا بأن الشوق قد استبد بالجمهور وبلغ مداه لأحاديث الدكتور توفيق عكاشة، فأتوا بالدكتور هشام قنديل الذى كشف عن وجهه «المتعكشن» فى لقائه بشباب الإعلاميين منذ أيام، فقد ترك سيادته كل مشاكل مصر وآثارها المدمرة وتحدث بلغة العالم «المتكحرت» فى شوارع مصر وحواريها، قائلاً: إنه يعرف كوارث الشعب المصرى جيدا، كما أنه يعرف تردى الأوضاع، ضاربا مثلا غريبا على كلامه، قائلاً: إن هناك بعض السيدات لا تغسل «صدرها» قبل إرضاع صغارها وهو ما يصيبهم بالإسهال، ثم قال إن هناك بعض السيدات يغتصبن لأنهن يذهبن إلى الغيطان، وأن حمادة المسحول لا يدفع فاتورة الكهرباء، مؤكدا أنه «ميعرفش بس متأكد».
إذن هنا يحق لى أن أهنئك عزيزى المواطن على هذا التغيير الجذرى الذى تم فى حكومتنا المبجلة بعد انتخاب أول رئيس ديكتاتورى مدنى منتخب، والحق أقول لكم: إننى لم أكن أعرف أن التغيير يأتى بمثل هذه السهولة، وأن الفارق بين عصرين أحدهما عسكرى والآخر مدنى يتلخص فى حرف واحد، فقد كانت حكومة الدكتور كمال الجنزورى فى ظل المجلس العسكرى ترفع شعار «مصر لن تركع» فجاءت حكومة السيد الدكتور هشام قنديل لترفع شعار «مصر لن ترضع» ولتتخيل معى أن جريدة أجنبية كانت تتابع حديث قنديل لتنقل ما قاله للرأى العام العالمى فماذا ستقول؟ وتخيل أيضا أنك شاب مقبل على الزواج من مصرية فكيف ستشعر؟
وبعيدا عن تلك الرؤية العجيبة التى أدلى بها السيد قنديل فى هذا الحديث الجهنمى أريدك أن تتوقف لحظة مع تصريح غاية فى الأهمية قاله قنديل فى ذات الليلة، حيث أشار السيد رئيس الوزراء إلى أن الإعلام «متحيز» ضد الحكومة، ودلل على هذا الزعم بأن هناك جنديا مات محروقا فى أحداث الاتحادية نتيجة إلقاء زجاجة ملوتوف عليه، لكن الإعلام «المغرض» لم يلتفت إليه، ولأنى تابعت هذه الأحداث جيدا اكتشفت أن هذه الواقعة غير دقيقة، لكنى اكتشفت أيضا أنها منتشرة بشكل كبير على صفحات الإخوان ومواقعهم الإلكترونية، فسألت نفسى: هل من الممكن أن يموت عسكرى أمن مركزى بهذا الشكل دون أن تعلن وزارة الداخلية؟ وكانت الإجابة لا، لكنى ظللت متشككا فى هذه المعلومة حتى قرأت هذا التقرير المنشور فى «اليوم السابع» حول خسائر الشرطة منذ الذكرى الثانية للثورة، والذى أكد أنه لا وجود لحالات وفاة حرقا على الإطلاق بين صفوف الشرطة، وأن حالات الوفاة كانت فى بورسعيد فقط، وأن هناك إصابتين فقط بحروق طفيفة، وهو ما يؤكد أن معلومة السيد رئيس الوزراء كاذبة، وأنه لا يستقى معلوماته من مصادرها المؤسسية وإنما يتحصل عليها من مروجى الشائعات الإخوانية، وهو الأمر الذى يسىء إلى سمعة مصر وحكومتها، لنتخيل أن هناك مستثمرا يريد أن يقيم مشروعا فى مصر وعرف فى رئيس وزراء يحصل على معلوماته من صفحات الفيس بوك، فكيف سيكون الحال وكيف نأمن على مستقبلنا بعد تأكدنا أن السيد رئيس الوزراء لا يعترف بوزرائه ولا يثق فيهم، بينما يثق فقط فى «صبيان» الجماعة ومروجى شائعاتها.
لا أعرف شعورك بعد أن اكتشفت أن السيد رئيس الوزراء كاذب، لكن عن نفسى فقط أشفقت عليه تماما، وتمنيت لو أنه اكتفى بتصريحاته عن «الإسهال» وألا يتكلم فى الأمور «الحساسة» مرة أخرى، بل إنى أنتظر على أحر من الجمر تصريحاته ومؤتمراته المقبلة لعله يحدثنا فى المؤتمر القادم، عن طريقة عمل سد الحنك أو يخبرنا بأفضل أنواع الحفاضات أو يصف لنا العلاج الفعال لـ«حمو النيل».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحميد بدوى
محدش شاف مصر يا ولاد الحلال
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
واحسرتاه على مصرنا
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
هؤلاء الصفوة
عدد الردود 0
بواسطة:
الابراهيمى
شكرا للشاعر عبد الحميد بدوى تعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
تعبت
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد ابو الشيخ
يــا أخ سمـرى ابحث عن المفيد فى الحوار وتهدئة الوضع وإسالة الدماء
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
صدور
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل عبد الظاهر
طب والله انت راجل محترم يا استاذ وائل وأنا بحبك
علشان اضحكتني