أكرم القصاص

مواجهة «الإسلاموفوبيا» بالـ«مذهبوفوبيا»

الجمعة، 08 فبراير 2013 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك مفارقات كثيرة جرت خلال مؤتمر القمة الإسلامى، ربما أكثرها تعلق بزيارة الرئيس الإيرانى لمصر وما جرى معه وما جرى منه.
الرئيس الإيرانى بدا مقبلا على الزيارة، وتغاضى عن بعض المشاهد ومنها محاولة البعض إعلان رفضهم لزيارته لأسباب مذهبية، كما أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حضر معه اللقاء ولم يحضر المؤتمر الصحفى وأناب أحد نوابه.
ومن المفارقات أيضاً أن بعض السلفيين أعلنوا غضبهم على الرئيس الإيرانى لأسباب مذهبية، وكان نشر المذهب الشيعى فى مصر من القضايا التى ناقشها الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد مع شيخ الأزهر، والدكتور الطيب بدا حريصا على إعلان رفض مصر لنشر التشيع، فضلا عن مناقشة أحوال المسلمين السنة فى إيران وخاصة فى الأحواز، وإيران دولة شيعية، وأيضا متعددة الأعراق، فيها العرب والكرد والتركمان وغيرهم.
ومن بين القضايا المطروحة أمام القمة الإسلامية كان «الإسلاموفوبيا»، أو خوف الغرب والآخرين من صورة الإسلام، كانوا يناقشون الإسلاموفوبيا، وهناك من يعانى من «الشيعوفوبيا، والمذهبوفوبيا»، ومن يفضل لقاء الأمريكان على الإيرانيين، يتحدثون عن خوف الآخرين، وهم يخافون بعضهم.
هناك بالطبع أمور يفترض معها معارضة الرئيس الإيرانى، منها أن إيران ليست دولة ديمقراطية، لا تتيح للشعب حقوق الترشح، وإن أتاحت حق الانتخاب، من بين أفراد مميزين على الشعب. ولدى إيران تجربة فى القمع لا يحتذى بها، ثم إنها نموذج لحكم طبقة رجال الدين الذين أثروا وتسلطوا على حساب الشعب، وكانت فتاوى القتل منهم ومن بعض الجماعات السلفية التى تدعى الجهاد، أسبابا للإسلاموفوبيا.
أما عن الخوف المذهبى، فمصر ليست بلدا فارغا، ولديها تراث من الفكر والتسامح، ولم تكن من الدول التى تتصارع فيها المذاهب، والأزهر أول وأهم جامعة إسلامية أنشأه الفاطميون، وتحول إلى منارة الوسطية، وفتح باب الحوار بين المذاهب الإسلامية والتقريب بينها، الأزهر أخذ من روح مصر الإسلامية، الاعتدال والتسامح والوسطية، وبعض السلفيين ممن يرفضون التشيع، لا يمكن اعتبارهم ممثلين للإسلام الوسطى، وبعضهم يحملون من التعصب ما ينافى روح الأزهر الوسطية.
كان للمصريين طوال قرون طريقتهم فى التدين، وسطية ترفض الغلو، والمصريون بوسطيتهم حلوا معضلات المذهبية.. يحبون الرسول والصحابة وآل البيت، معتدلون متسامحون وأكثر الأئمة اعتدالا خرجوا من مصر.
وعليه فإن الذين يحذرون المصريين من التشيع عليهم أن يدركوا أن المصريين بإسلامهم البسيط الوسطى معتدلون، وكان الأزهر دليلهم، يرفضون تعصب الشيعة والسنة وكل من يزعم أنه وحده ممثل الإسلام. وهؤلاء الذين يمتلأون بالتشيع فوبيا لا يختلفون عن أصحاب الإسلاموفوبيا، وهناك من بين الشيعة والسنة المتطرفين من يعادى المختلف معه فى المذهب، وكثير من المصريين العاديين غير مشغولين بما ينشغل به هؤلاء لأسباب مذهبية، ومن يريدون علاج العالم من الإسلاموفوبيا وهم يعانون من السنوفوبيا والشيعوفوبيا والمذهبوفوبيا.. متعصبون يريدون علاج الدنيا من التعصب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة