فقط أذكرك بأنى كتبت فى هذه المساحة أمس الأول مهاجما الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ومتهما إياه بالكذب، وهو الاتهام الذى يعرضنى للحبس والغرامة إذا ما كان باطلا، فهل نفى السيد رئيس الوزراء كذبه؟ لا، وهل أثبت أنا؟ أيضا لا، ثم هل غفل عن المقال والخبر المصاحب له والمنشور فى ذات العدد من الجريدة؟ أيضا لا، إذن ماذا فعل؟ لا شىء، وماذا سيفعل؟ أيضا لا شىء، وماذا ستفعل أنت؟ أيضا لا شىء، فهل هذا الكذب «عادى»؟ طبعا لا. إذن لماذا نكتب ونعرض أنفسنا للبهدلة والاضطهاد والتقاضى والتضييق والسب؟ من فضلك أجب أنت.
أنت الآن ما بين أمرين اثنين لا ثالث لهما، أن أكون أنا كاذبا، أو يكون السيد رئيس الوزراء كاذبا، عقوبتى إن كنت كاذبا معروفة وهى الحبس والغرامة، فما هى عقوبة السيد رئيس الوزراء إن ثبت كذبه؟ أرجوك أجب على هذا السؤال تحديدا، وإن كنت لم تقرأ مقالى أمس الأول فدعنى أذكرك به، فقد قلت إن السيد رئيس الوزراء كذب حينما ادعى أن هناك جندى أمن مركزى مات محروقا بزجاجات المولوتوف فى أحداث الاتحادية الأخيرة، وإن الإعلام «الفاسد» لم يشر إليه، وهو الأمر الذى ثبت عدم صحته وفقا لتقارير الداخلية التى قالت إنه لم يتوف أحد فى أحداث الاتحادية منذ اندلاع المظاهرات فى ذكرى الثورة الثانية، وأن الذين توفوا كانوا فى بورسعيد وعددهم «اثنان» بطلقات نارية، وأن المصابين بحروق «اثنان»، وكانا فى التحرير فى محيط كوبرى قصر النيل، وإن إصابتهما طفيفة فى الوجه، لا تتعدى نسبتها أكثر من %20 من مساحة الوجه، وهو الأمر الذى يمثل صفعة قوية للسيد رئيس الوزراء، لكن هل شعر السيد الدكتور بالصفعة؟ هذا هو السؤال.
يقول السيد رئيس الوزراء إن الإعلام فاسد وكاذب، ويقول رئيسه إن الإعلام فاسد وكاذب، ويقول رئيس رئيسه إن الإعلاميون هم سحرة فرعون، ويقول أعوان رئيس رئيسه للصحف الأجنبية لا تنقلوا أخبار مصر من وسائل إعلامها لأنها كاذبة وفاسدة، وانقلوها - شوف المهانة يا أخى - من الجزيرة، لكن لم يقل أحد منهم إن الكذب واحد، وإن الكذاب قديما كان «بيروح النار» أم الآن فهو «بروح الحكومة» ويصبح وزيرا أو محافظا أو رئيسا، وهو ما ينذر بأن يصبح لدينا جيل من الكذابين لاحقا، لكن وبفضل الله مازال هناك أمل، فقد سأل السيد رئيس الوزراء أحد الأطفال منذ يومين: مش عايز تطلع رئيس وزرا؟ فأجابه الطفل متأففا: لا. عايز أطلع ظابط.
انتبه، أنا هنا أتحدى السيد رئيس الوزراء، وأتهمه بالكذب البواح، وأطالبه بأن يطلع على الناس ويقول لهم الحقيقة، أو يقول إنى كاذب، أو يعتذر، أو يستقيل إن كان يحترم ذاته، أو على الأقل يقول لنا من أين يستقى معلوماته الدقيقة، أو يكذب أنه قال هذه المعلومة، أو يكذب وزارة الداخلية، وحتى يحدث أيا من هذه الأشياء، أدعوك إلى أن تنتظر قليلا، ثم تتخذ موقفا أيا كان هذا الموقف، كى لا تصبح حياتنا عدما ونضالنا عبثا، وكتاباتنا «أذان فى مالطة».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
سحلونى الناس ..
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
وهل تركت احدا لم تهاجمه من الاسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
لولا الواسطة لما اضطرنا لنسمع كلامك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
تاكد انك ماشى صح