من تسبب فى إشعال الحرائق؟ ومن تغاضى عن كل سلوكيات الخروج عن الشرعية؟ ومن مازال يوفر الغطاء السياسى لجماعات الإرهاب الفكرى والسياسى بالصمت أحيانا وبالتواطؤ أحيانا أخرى؟ ومن كان وراء حالة الاحتقان والانقسام السياسى والاجتماعى ودفع المجتمع بأسره للوقوف على حافة الانفجار ؟ ومن أدار ظهره لقوى المعارضة وصم أذنيه عن مطالبها للخروج من أزمة، وتحول إلى أذن كبيرة لأهله وعشيرته ومرشده ومعلمه، يستمع ويلبى ويطيع لتنفيذ مشروع الجماعة، ضاربا بكل النصائح والتحذيرات بخطورة قراراته وإعلاناته الدستورية، مصير ومستقبل البلاد؟
كيف يصل بنا الحال الآن إلى عدم احترام أحكام القضاء وتقبل مرارة العدالة أحيانا، وتذوق حلاوتها أحيانا أخرى ونحتمل ما يصدر عنه لصيانة دولة القانون والدستور؟
من زرع بذرة عدم احترام القضاء أو الدستور أو القانون وإصدر إعلانات دستورية داست على الدستور والقانون بالأقدام، ودهست دولة المؤسسات بديكتاتورية غير مسبوقة؟ من عزل النائب العام دون احترام لقانون، وحاصر المحكمة الدستورية دون مراعاة قدسية القضاء؟
إذا عرفتم الإجابة عن كل هذه الأسئلة المشحونة بالغضب والمسكونة بالحسرة والإحباط، فلا تلوموا الأولتراس أو أى جماعات أخرى تقوم بإشعال الحرائق فى اتحاد الكرة أو فى نادى الشرطة أو فى فندق سميراميس أو فى مطاعم بوسط القاهرة أو فى بورسعيد والمحلة والمنصورة وفى كل مكان فى مصر.
لا تلوموا البسطاء من هذا الشعب الذين يتحسرون الآن على زمن مضى كانوا يحسبونه زمانا فاسدا ومستبدا وغير عادل، لا تلوموهم إذا قالوا لكم: «ولا يوم من أيامك يا مبارك» فقد رأوا ما يحدث لهم فى زمن مرسى والإخوان، وما يحدث لمصر التى تتعرض الآن لمحنة قاسية يهدد حاضرها ومستقبلها على أيديهم.
وجهوا اللوم إلى من أيقظ الفتن بين الناس وانظروا إليه فى غضب وحاسبوه على كل ما يحدث، ولا تتركوه يعبث بمصر ويهدد أمنها القومى أكثر من ذلك، ويقف صامتا متفرجا فى استعلاء دون أن يحرك له ساكنا أو يخرج على الناس ليوقف نزيف الدم وثورة الغضب والفوضى ويطفئ ألسنة اللهب المشتعلة فى جسد الوطن غير عابئ وغير مبال وغير مستوعب لعواقب الغضب فى شرايين المصريين وفوق جلدهم. كأنه فرح وراض عما يدور حوله. حاسبوه ولا تتركوه.