سامح جويدة

لا هذه ثورة ولا هذه دولة

الثلاثاء، 12 مارس 2013 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا هذه ثورة ولا هذه دولة.. نحن نعيش فى زمن الأشباه والمسوخ.. فلم تكن ثورتنا أبدا فى قطع الطرق، وترهيب الناس، وتفجير المنشآت، أو الترصد بالشرطة وغلق المؤسسات الحكومية بالقوة.. لم تكن ثورتنا أبدا لنشر الذعر فى الشوارع، وتخويف الآمنين!!!.. فرق كبير بين أحلامنا منذ عامين، وواقعنا المرير.. ومهاترات وتجاوزات بعض الصبية والفتيان والعنف الذى ينشرونه على كورنيش قصر النيل «مثلا»، لا يمكن أن نعلق عليه مادحين فخورين كبعض الإعلاميين الغافلين، وكأنه دليل على أن الثورة مستمرة.. ففرق كبير بين البلطجى والثائر بين المخرب والمعارض.. فلايمكن أن نكرم الذين خربوا السياحة وطفشوا السائحين من فنادق سميراميس وشبرد وكورنيش النيل، ولا يمكن أن نعتبر غلق مجمع التحرير أوحبس العاملين فى البنك المركزى بزمرة من البلطجية، عملاً من البطولات القومية لأن هذا لا يفسد على النظام الحاكم أحلامه الخبيثة، بل يحولها إلى أحلام مشروعة بعد التشويه المتعمد للثوار الحقيقيين.. فأين نحن من المظاهرات الحضارية لأهالى محافظات القناة الذين لم يخربوا مبنى، أو يصوبوا طوبة على الآخرين، أين نحن من الاعتصامات السلمية المعتدلة التى ترفض العنف إلى آخر مدى.. هؤلاء الصغار الذين يملأون الفضائيات الآن بصور العنف وتعمد الإيذاء فى التعامل مع الشرطة أو فى تخويف الشارع، هم أول سلاح للقضاء على الثورة الحقيقية، وهم المأجورون أو الغافلون الذين تمت الاستعانة بهم لفض الناس عن الثوار وتشويه ملامح الثورة، ومسخها إلى فوضى، والدليل على ذلك أن الملايين الغاضبين الناقمين على سياسة الإخوان، وتبعية الرئيس لهم، أو الرافضين للطريقة المتخلفة التى تدار بها الدولة الآن، لم ينزلوا إلى الشوارع حتى الآن، لأنهم لم يجدوا ميدان التحرير كما كان.. البلطجية والباعة الجائلون الذين تسيدوا الميدان والمراهقون المتخلفون الذين يقودون المظاهرات الآن، هم الذين أجبرونا على الجلوس فى منازلنا، وصنعوا بيننا وبين ثورتنا سدا وفجوة لأن معظم الثوار الحقيقيين سلميون، يريدون التغيير بلا دماء ويهدفون إلى البناء وليس النهب والهدم وتخريب البلاد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة