أصبحت على يقين بأن الدكتور محمد مرسى، مندوب جماعة الإخوان فى القصر الرئاسى، لا يقرأ التاريخ، ولا يعرف كيف تتولد الأزمات، وكيف يمكن حلها. والسبب أن المنهج المقرر على أعضاء الجماعة لا يتجاوز سوى بعض الكتيبات التى تساعد على الحفظ لا الفهم، وهو ما يجعلنى على يقين بأن الدكتور مرسى لم يقرأ تاريخ مصر، خاصة تاريخ المجاعات التى مرت على هذا الشعب فى عصر انهيار الدول، والتى وصلت فى بعضها إلى أن يأكل المصريون بعضهم بعضًا، وهو ما سيحدث قريبا فى عهد حكم مرسى الذى تحول كل شىء فى عهده إلى كابوس.
أعرف أن الأزمات التى تحدث الآن هى صورة بالكربون مما كان يحدث فى عهد المخلوع، ولكن كنا أكثر أمانا وأكثر قوة، أما الآن فنحن فى أضعف حالات الدولة بعد انتشار ظاهرة ميليشيات الإخوان وشبيحة النظام، وبقرار من النائب العام. كما أن الإخوان وعدونا بعصر النهضة ونهاية المجاعات، ولهذا اختار الشعب حكمهم، لكن اكتشف هذا الشعب أنه اختار الوهم، كل شىء منهار، حتى الإنسان المصرى الذى كان ممتلئا بالابتسامة والتنكيت فى عهد المخلوع، اختفت حتى هذه الابتسامة، ولم تعد سوى الكآبة فى عهد مرسى. وعودة لعصر المجاعات فى تاريخ مصر، وأتمنى من الدكتور مرسى أن يقرأها جيدا لعله هو جماعته يتدخلون حتى لا نأكل بعضا بعضًا.. فيقول المقريزى فى أحد مؤلفاته: «إنه قد استولى الجوع على الناس فأكلوا القطط والكلاب، واختطف الإنسان من الطرقات ليؤكل، فوقف الناس فى العراقات يأكلون من ظفروا به ويخطفون الآدميين بالكلاليب، وبيع لحم الإنسان عند الجزارين، وأكل الناس الجيف.. وأن الفقراء لشدة المجاعة عليهم كانوا ينبشون قبور الموتى ويلتهمون جيفهم، وكانوا يقتلون أولادهم ويأكلون لحومهم، وأن هذه المظاهر كانت لغرابتها فى مبدأ الأمر موضع دهشة الناس ومحور حديثهم، لكن لم يلبث المصريون لامتداد المجاعة لديهم وطول ممارستهم لأكل لحوم البشر أن أصبحت هذه الفظائع أموراً عادية.. بل أخذ كثير من الناس يجدون لذة فى هذا النوع من اللحوم، بل لم تعد مقصورة على الفقراء من الناس، وأصبح كثير من أغنياء القوم يؤثرون اللحم الإنسانى ويعدونه من مظاهر الترف والأبهة».
هذا ما سجلته كتب التاريخ، فهل يفيق الدكتور محمد مرسى قبل أن تضرب المجاعة كل أنحاء مصر.
عبد الفتاح عبد المنعم
المجاعة من العصر «الفاطمى» إلى العصر «الإخوانى»
الأربعاء، 13 مارس 2013 02:55 م