أكرم القصاص

فرصة قبل الذهاب للانتخابات

الأربعاء، 13 مارس 2013 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم حكم القضاء الإدارى بوقف انتخابات مجلس النواب فرصة لكل الأطراف السياسية، للرئاسة والجماعة والمعارضة، لكن الحكمة فى مدى القدرة والاستعداد لانتهاز الفرصة والاستفادة منها، خاصة أنه بالرغم مما يبدو من استمرار للتوتر والصدام، فإن حكم المحكمة صنع حالة من الهدوء تحتاج للعقل والمنطق وأن تتخلى السلطة عن عنادها وعن الخلط والاحتكار، وأن تظهر حسن نية حقيقيا، ينفى حالة الجشع للسلطة والحديث عن الصناديق والانتخابات مع تجاهل النار المشتعلة والتى تنبئ بالمزيد من التصاعد.
يمكن أن تستفيد الرئاسة من الحكم التأجيل لإعادة الحوار المقطوع، وفتح قنوات الاتصال المسدودة، وأن يتم وضع الضمانات التى طالبت بها كل الأطراف، بما فيها الأحزاب التى حضرت الحوار واتفقت مع مطالب الإنقاذ. وفى نفس الاتجاه يفترض أن يتخلى مجلس الشورى عن تبنى وجهات نظر الجماعة فى الإصرار على سلق قانون الانتخابات لتعود الدائرة المفرغة من جديد.
وفى المقابل يمكن للمعارضة بأطيافها المختلفة أن تبدأ مناقشة خططها للتحرك خلال الفترة القادمة، وتعيد النظر فى موقفها من الانتخابات بناء على التعديلات التى سوف تدخل على القانون من جديد. وأن تبدأ فى تقديم البدائل والتحركات التى سبق وأعلنت عنها، بدلا من البقاء فى موقع الرفض من دون أن تقدم خطوات للمجتمع، ترد بها على الاتهامات الموجهة لها بالسلبية والانسحابية.
إصرار جماعة الإخوان والرئاسة على السير إلى الانتخابات، وتجاهل النيران المشتعلة والأزمات يمكن أن يضاعف من تعقيد الأوضاع.
ولا يمكن تجاهل الموقف من الحكومة الحالية التى تواصل فشلها بنجاح كبير، وتعجز عن مواجهة الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية، وأبرز مثال على ذلك أزمة السولار التى تركتها الحكومة تنمو مثل كرة الثلج، وتصل إلى إضراب السرفيس والنقل، بما يقود إلى شلل، الحكومة صمتت أسابيع، ولما وصلت الأزمة للتهديد جرت إقالات لبعض كباش الفداء، من دون التوصل لحل جذرى. ثم تسببت أزمة السولار فى رفع أسعار النقل للأفراد والبضائع مما يضاعف الأزمة ويهدد بالمزيد من المعارك. ولا يمكن تجاهل ما يجرى فى بورسعيد، وباقى المحافظات والعاطلين والحانقين والمحبطين. وقطع الطرقات بسبب السولار وانقطاع كهرباء أو مياه، والاعتصامات والمظاهرات الفئوية فى القاهرة والمحافظات من نتائج فشل حكومى وسياسى تام.
فشل الحكومة تجلى أيضاً فى ترك تمرد الشرطة يكبر ويتسع، من دون علاج، ليصل إلى التهديد بالإضراب والبدء فى تنفيذه، مع فشل المنظومة الأمنية حتى الآن.
كل الفئات لها مطالب. والنار فى حاجة لمن يطفئها قبل الذهاب إلى الانتخابات، ولهذا جاء حكم المحكمة الإدارية بوقف الانتخابات فرصة لالتقاط الأنفاس، ومواجهة الأزمات وانتزاع أسباب التوتر، لأن السير نحو الانتخابات، من دون الالتفات للحرائق، يمكن أن يضاعف الحرائق.
الانتخابات فى النهاية وسيلة وليست غاية، وسيلة لاختيار أفضل من فى المجتمع ليمثلوه فى التشريع والتخطيط للمستقبل، وليست غاية للمتعة أو التسلية. وعلى النظام أن ينتهز فرصة قد تكون أخيرة لاستعادة التوازن، قبل أن تصل الأمور لطرق لا يمكن الرجوع عنها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة