لا يكف الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء عن السفر والتنقل من أجل الاستثمار، ويصر الدكتور هشام رئيس الوزراء طوال الوقت على الزعم بأن جولاته الخارجية هى لدعم الاستثمار وجذب الأموال من أجل مساندة الاقتصاد، وجذب الاستثمارات من الخارج. واعتاد الدكتور هشام على أن يسافر فى أوقات حرجة، سافر والدنيا مشتعلة فى مصر مصادمات ومظاهرات وذهب إلى مؤتمر دافوس الذى يضم الدول السبع الكبار ولما انتقده المنتقدون رد بأنه لا يفوت مؤتمرا مهما مثل دافوس، وأنه يفعل لترويج فرص الاستثمار فى مصر، ناسيا أن هؤلاء الناس الذين يدعوهم للاستثمار يشاهدون تقارير عن مصر ويرون اللخبطة السياسية والمصادمات المجتمعية، وبالتى لن يتشجعوا، فضلا عن أنهم لن يصدقوا الدكتور هشام وهو يشرح لهم مميزات الاقتصاد فى مصر.
والأسبوع الماضى سافر رئيس الحكومة للعراق والهدف أيضا الدعوة للاستثمار والتعاون، ومن المعروف أن العراق نموذج للتفكك والطائفية، وأخيرا ذهب الدكتور إلى جنوب السودان وقال إنه سافر ليجذب استثمارات من السودان.
إذن حسبما نرى فإن الدكتور هشام رئيس الحكومة يبذل قصارى جهده من أجل الاستثمار ولا ينام الليل ولا النهار بحثا عن الاستثمار، وإذا كان رئيس الوزراء بكل هذا الدأب والنجاح فلماذا نرى الجحود فى أعين الناس وهم يرونه رئيس وزراء فاشلا هو وحكومته، فهل يمكن لحكومة بهذا الضعف غير قادرة على إقناع مواطنيها، أن تقنع الغرباء والأهم من كل هذا أن الاستثمارات المحلية تهرب والمصانع تغلق والسياحة تتراجع بسبب غياب الأمن، يضاف إليها السياسات الحصيفة لحكومة هشام مع المستثمرين المحليين، وأبرز مثال هو ما يجرى مع عائلة ساويرس من هجوم باسم متأخرات الضرائب وإحياء قضية بأثر رجعى، ويتم هذا فجأة وبلا مقدمات فيما بدا نوعا من التربص. إذا كانت الحكومة الحكيمة تفعل ذلك مع مستثمر مصرى، فهل يمكن لمستثمر أجنبى أن يحمل ماله ويأتى إلى مصر، وهل يأتى الاستثمار بفضل بركات ومواهب الدكتور هشام الاستثمارية التى لم تتجاوز بالبينة عدة أصفار، وطبعا متوقع أن يرفض المستثمر الأجنبى القدوم وهو يرى التنكيل بالمستثمر المحلى ودون أسباب منطقية. والأهم أن الحكومة تبحث عن استثمارات على الشجرة وتطفش استثمارات فى اليد، وهو نوع من العبقرية لا يعرفها سوى الدكتور هشام الذى يدعو الغريب ويطفش القريب. ولا مانع من أن يبذل الدكتور هشام جهوده المشكورة من أجل جذب استثمارات أجنبية وعربية وأوربية، لكن الأهم أن يسعى لإصلاح ذات الاستثمار بالداخل، ويحاول علاج المشكلات الداخلية، التى تجعل المستثمر يتشجع ليأتى إلى مصر، ومن أولى الخطوات إعادة الأمن الذى يفترض أنه أول الخطوات لجذب السياحة ودعم الاقتصاد، وربما يحتاج الدكتور هشام للتفكير فى حل أزمة السولار الخانقة وباقى الأزمات المتواصلة التى يفشل فيها قنديل ويتركها ليسافر للخارج ليبحث عن الاستثمار الذى لم يأت أبدا حتى الآن. وبما أن الدكتور هشام لم ينجح فى الداخل ولا فى الخارج ربما كان هو وحكومته فى حاجة لحكومة تمارس دور الحكومة على أن يتفزغ الدكتور هشام وحكومته للسفريات والفسح الاستثمارية.