البحث عن توصيف حقيقى للدور الذى تلعبه الجماعة الإسلامية بقيادة آل الزمر وعاصم عبدالماجد وباقى الإرهابيين الذى لم يعلن أحد منهم ندمه أو توبته عما أراقه من دماء أطفال وكبار قبل حوالى 25 سنة من الآن، بحث مرهق ومحير لأن كافة الأوصاف الصالحة له لا تليق أبدا بمقام رجال تمنحهم لحاهم وقارا لا يناسب توصيفات مثل «نبطشية» الأفراح أو لاعبى «الصاجات» أو أساتذة «الواحدة ونصف» فى عالم الفن الاستعراضى.
أهل الدم والإرهاب فى الجماعة الإسلامية خرجوا من قوقعة الصمت ويتخذون الآن أوضاعا مخزية على مسرح الأحداث السياسية تشبه ما كان يفعله أهل الأحزاب الكارتونية فى زمن مبارك، يلعبون دور المحلل وحائط الصد الأول لأهل السلطة طمعا فى مساحات أوسع من النفوذ وفى لقب الوصيف داخل البرلمان أو فى ساحات الحكم والسلطة عموما.
يدرك أهل الجماعة الإسلامية أنهم أقل قوة من باقى التيارات السلفية ولكنهم لا يعلنون ذلك، بل يسعون بجهد لتعويض ضعفهم بالقفز فى مركب الإخوان واستغلال الفجوة الوليدة بسبب حرب الإخوان وحزب النور، ولهذا كان من الطبيعى أن تسمع تصريحات من كبار رجال الجماعة الإسلامية وهى تأكل فى لحم رجال حزب النور وتشكك فى مصداقية أوراق ومستندات أخونة الدولة التى كشفها يونس مخيون، بل وتتهم قيادات النور بالطمع وشق الصف الإسلامى، وكأن آل الزمر -عبود وطارق- ومعهم عاصم عبدالماجد ومجموعة المتحدثين الهواة يسعون بأى شكل لرد الجميل للرئاسة التى أصدرت عشرات القرارات للعفو عن قيادات الجماعة السجينة بتهم قتل واستحلال دم المصريين، ورد باقى الجميل لمكتب الإرشاد الذى استبدلهم بحزب النور وفتح لهم مساحات حضور أوسع فى الحوارات الرئاسية.
تلعب الجماعة الإسلامية دورها فى تعضيد ودعم حكم الإخوان كما أهل الطبلة والمزمار الذين كانوا ينافقون مبارك على طول الخط ويعتبرون أخطاءه وكوارثه دفعة للأمام وأوسمة على جبين الوطن ويرون فى معارضيه مأجورين وبلطجية كما يكرر عاصم عبدالماجد، ولذلك لم يكن مستغربا أبدا أن تحمل الجماعة راية الدفاع عن الرئيس والهجوم على الجيش والشرطة عبر الدعوة إلى تشكيل لجان شعبية لفرض الأمن والأمان فى شوارع مصر بحجة منع الجيش من النزول، وهى الحجة التى لا تبدو مقنعة خاصة حينما ترصد كل هذه اللهفة البادية فى تصريحات الزمر وعاصم عبدالماجد من أجل تشكيل هذه اللجان وكأن رغبتهم فى السلطة أعمتهم عن طبيعة الوضع المحتقن على أرض مصر والذى لا يقبل بوجود قوى مسلحة فى الشوارع لفرض الأمن خاصة لو أنها تنتمى إلى فصيل أو تيار لم يجد مانعا من قبل أن يهدر ويستحل دماء المصريين تحت مظلة الكفر وحماية شرع الله.
إصرار قيادات الجماعة الإسلامية على تشكيل لجان شعبية كبديل للشرطة، ومسيرات الموتسيكلات التى تطوف شوارع أسيوط لإرهاب الناس تدفعك لأن تعود إلى حيث أعوام العنف والدم لتكتشف أن قيادات الجماعة الإسلامية كانوا يقتلون الضباط لأنهم يرغبون فى البدلة الميرى ونفوذها وسلطتها، والسير وراء النظرة النفسية لقيادات الجماعة الإسلامية التى تصر على فرد عضلاتها فى أسيوط يدفعك للشك فى أنهم يفعلون ذلك رغبة فى تعويض «العلقة» الساخنة التى نالها عاصم عبدالماجد ورفاقه من رجال الشرطة والجيش فى أكتوبر 81 حينما هاجموا مديرية الأمن وحاولوا السيطرة على المحافظة.
عموما كل شىء يبدو مقبولا وأنت تتكلم عن حزب أو جماعة قرر أهلها أن يسيروا فى «ديل» السلطة من أجل النفوذ والمناصب ولكن ما هو ليس مقبولا أن يتم ذلك بنفس الأشكال والطرق المبتذلة التى لا يليق بها سوى التوصيفات المذكورة فى سطور هذا المقال الأولى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
وهل البدلة الميري لازم تكون علمانية ايضا
لا عودة للوراء ايها الحالمون بدولة علمانية
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو باسل
الاسد عاصم عبد الماجد !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد علي
بلاش قص ولزق بالاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
safsafa
حسبى الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدى سويلم
لماذا لم يزأر الأسد
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
مقال ممتاز
مقال ممتاز وتحليل موضوعى فعلا ..
عدد الردود 0
بواسطة:
نصرالدين السوهاجي
ولا تنابزوا بالألقاب
عدد الردود 0
بواسطة:
LION
الي كل ببغاء يردد
عدد الردود 0
بواسطة:
nasser abureada
برافو.....يا استاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
برافو للجماعة الإسلامية
لقد خنس بنو علمان بمجرد طرح الفكرة .