هم الأسوياء.. ونحن المعاقون.. هم أصحاب الإرادة.. ونحن أصحاب الإعاقة.. أظن أن المعانى واضحة لا تحتاج إلى تفسير وكلام كتير.. أو وصف من نوعية المعنى فى بطن أو جيب أو محفظة الشاعر!
يا سادة.. من لم ير منكم أبطال الأولمبياد الخاص الذين أبهروا العالم فى الأولمبياد الخاص بكوريا، والذين تقلدوا الذهب فى رياضات لم نكن ندرى أين ولا كيف تدربوا عليها، ليعودوا إلى البلد والعالم يشير نحوهم.. هؤلاء أبطال مصر.. بينما نحن لا نعرف أو أغلبنا يا أسيادنا موعد طائرة الأبطال!
رأيت بعينى مراسم تكريم لأبطال الأولمبياد الخاص.. وعلمت، وياليتنى ما علمت ،أن فريق الهوكى على الجليد.. كان يتدرب بـ«عصيان المقشات».. أو المقشات الخاصة بـ«كنس الأرض»!
لو حد من حضراتكم عايز يعرف ليه.. نقول لسيادته لأن عصا الهوكى لم تكن متوفرة، وكل الأدوات غائبة.. ومع هذا تدربوا بـ«عصى المقشات».. وعلى بلاط بدل الجليد.. ونجحوا وفرحوا!!
بالطبع، لا يمكن لمواطن وحده أو هيئة بمفردها أن تعد أبطالاً فى حاجة لتمويل محترم.. ورغم هذا فإن المهندس خالد نصير، رئيس الأولمبياد الخاص، يسعى بكل جهد لتوفير ما يستطعيه، ومعه نفر قليل من رجال الأعمال المؤمنين بحق جزء من الشعب يتعدى الـ15 مليونًا فى الحياة والرياضة والتعليم!
تمويل رياضات الأولمبياد الخاص يحتاج كل الدعم الممكن، ولعل كلمات الرجل معى عقب التكريم حين قال: تحتاج لكل قرش.. أو ببساطة لمتبرع بدءًا من 50 قرشا إلى رعاة كبار لتحقيق العدالة الاجتماعية.
على فكرة، رغم هذا الدعم.. فإن البعثة كانت مهددة لولا فضيلة المفتى الذى دعا جمعية مصر الخير لتحمل الجزء الغائب من النفقات لتجيز البعثة، ما كانت هذه الفرحة التى ارتسمت على الوجوه وأسعدتنا.. بل وأحرجتنا.. فهؤلاء أصحاب حق.. مواطنون.. لا يحتاجون نظرات شفقة ولا عطف متبرع يحتاجون فقط إلى من يعى تماماً أنهم أصحاب حق.. آى والله.
أزيدكم من الشعر بيتًا.
بطلة صغيرة اسمها «هنا» قالت لكاتب هذه السطور.. أنا بـ«أكون فرحانة أوى يا عمو لو لعبت.. نفسى أكون سباحة».. شفتم؟!
آه.. قبل أن نبعد عن العنوان الذى بدأت به اللطشة.. عايزين نقول إن كل فوز للمعاقين أو أبطال الأولمبياد الخاص يعد كعكة يجرى عليها الكل.. بينما يقف أغلب.. أو أكثر من بعض، علشان ما حدث يزعل، موقف «الصم والبكم» كإعلام، فنظل غائبين، باحثين عن الكرة وسنينها، إلى أن يضرب بروجى الأبطال الحقيقيين فنصحو.. كلنا خجل.. وكل مرة نقول لهم: حقكم علينا!
لأجل الله والوطن، لا تبعدوا عن الكرة.. لكن تعالوا نهتم بهم كشركاء.. اطلبوا أن تجدوا فى كل شارع مكانا لأدوات المعاق، وأن ينزل من المواصلات بكرامة.. هذه هى الطلبات.. واللى فات.. مات آسفين يا أبطال.. ومش هانعملها تانى.. سماح لأجل النبى يا ولاد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة