المشهد الذى ظهر به زميلنا محمد إسماعيل «أبوصوفيا»- كما أحب أن أناديه دائما- بعد الاعتداء الإجرامى عليه من جانب زبانية الداخليه مساء أمس الأول أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين، يؤكد أن الانقلاب الإخوانى على نظام الطاغية مبارك أفرز طغاة جددًا، وأننا كشعب مبتلى بكل جبار وظالم، لأننا لا نعرف كيف نختار من يحكمنا، وأن هذا الشعب خدع مرتين، الأولى عندما اعتقد أنه صنع ثورة ليتخلص من نظام بوليسى، والثانية عندما اختار مرشح الإخوان ليتخلص من الفلول، والسبب الأول وراء خداعه، أنه بعد أكثر من عامين على الإطاحة بمبارك اكتشف أنه يعيش فى نظام ليس بوليسيا فقط، بل بلطجيا أيضًا، والسبب الثانى أن اختياره للدكتور محمد مرسى، كرئيس له، هو أم «الكوارث» لأننا اخترنا رجلا ولاؤه الأول والأخير إلى مرشده وجماعته وعشيرته، أما مصر فهى آخر ما يفكر فيه تلميذ بديع وعاكف، والدليل أنه أقال اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، بسبب رفضه التعامل بعنف مع المتظاهرين، واستبدل به مرسى الجزار الجديد اللواء محمد إبراهيم الثانى الإخوانى الهوى والذى تؤكد المعلومات التى لدى أن والده كان على صله بقيادات إخوانية، وجميعا يعرف ان هذه الجماعة مؤسسة «وراثية» أى أن الأب يورث ابنه الانتماء والطاعة العمياء لهذه الجماعة ومرشدها.
ومنذ اليوم الأول لتولى اللواء محمد إبراهيم، وزارة الداخلية، وجميع المؤشرات تؤكد أنه جاء لينفذ خطة تأديب وجلد الوطن والمواطن، وخاصه من يقول «يسقط حكم المرشد» وبأوامر مباشرة من مرسى بدأ بضرب الصحفيين والكتاب، وتكررت هذه الظاهرة، وآخر هذه الأوامر هو ما حدث مع الصحفى الرائع ذى الأخلاق العالية زميلى محمد إسماعيل الذى تعرض لعلقة ساخنة من زبانية وزارة الداخلية، وتهمته الوحيدة أنه نقل من أمام مكتب الإرشاد بالمقطم حقيقة كراهية الشعب المصرى كله لجرائم الإخوان. وإذا كان الرئيس الإخوانى، محمد مرسى، يعتقد أن عملية ضرب زميلنا محمد إسماعيل ستمر مرور الكرام فهو واهم، لاننا لن نترك حق زميلنا من الفاعل والمحرض، وأقول للزميل الرائع محمد إسماعيل «اصبر.. فنهاية مرسى اقتربت ومصيره هو زنزانة فى سجن طرة إن شاء الله، وأكرر، يا أبا صوفيا، لا تحزن مما فعله بك السفهاء من نظام مرسى والمرشد، فمصيرهم جميعا هو السجن».