سأصدق أن الأشقاء الفلسطينيين السبعة الذين قبض عليهم فى مطار القاهرة أبرياء، وأن الخرائط والصور التى كانت فى حوزتهم ليست مهمة، حتى لو كانت بها صور لوزارة الدفاع. المؤكد أنهم دخلوا مصر بدون تأشيرة دخول، وهذا- حسب علمى- له عقوبة فى كل قوانين الأرض، ورغم وجود تأشيرتى إيران وسوريا قبل قدومهم مباشرة، تم ترحيلهم بأمر مباشر من الرئيس المباشر، وعلى نفقة الدولة عبر معبر رفح. لم يحدث منذ الاحتلال الإنجليزى لمصر أن تمتع أحد بالحماية مثل حماس، عندما أعلنت أجهزة الأمن القبض عليهم غضب قادة حماس الذين لا يقاومون إسرائيل ويعيشون على المعونات وريع الأنفاق، واتهموا مصر بأنها تخلت عن القضية الفلسطينية، وما أن بدأت القوات المسلحة المصرية فى غلق الأنفاق غضبوا أيضا غضبا شديدا، لدرجة أن علاء الرفاتى، وزير الاقتصاد فى الحكومة المقالة، قال لوكالة «معا» الفلسطينية: «ليست المرة الأولى التى تحاول السلطات المصرية فيها إغلاق الأنفاق، وهناك محاولات عديدة، ولكن فى كل مرة لم ينجحوا»، وقال سامى أبوزهرى فى مداخلة مع «أون تى فى»: «إن سيناء مفتوحة على أطراف عربية، كيف يتم حصر الأمن القومى لسيناء على غزة فقط، والتى لا تزيد حدودها مع مصر على 10 كيلومترات». هذا المنطق الغريب لم نسمع عنه من قبل، يريدون أن نترك حدودنا على البهلى، وشهدنا أغرب جملة فى التاريخ «احتجاج رسمى من حماس على الحملة الأمنية التى تستهدف إغلاق أنفاق التهريب مع قطاع غزة»، اسمها أنفاق تهريب، تهريب كل شىء، من السولار إلى المجرمين. محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة ألزمت الرئيس ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لهدم وغلق جميع الأنفاق والمنافذ غير الشرعية بين مصر وقطاع غزة فى الدعوى التى أقامها حمدى الفخرانى، ومع هذا يؤكد «الرفاتى» أن كل السلع تدخل كالمعتاد، والبترول متوفر لمدة شهرين، فى الوقت الذى يتقاتل فيه المصريون على صفيحة سولار. لسنا دعاة تضييق على أشقائنا العزل فى القطاع، لكننا ضد الابتزاز الذى يمارسه قادة حماس على الإدارة المصرية، خصوصا أن المخطط الصهيونى الأمريكى معروف للجميع. الجنرالان غيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى السابق، ويعكوف عميدرور، مستشاره الحالى، يعتبران وجود 1،5مليون فى غزة مشكلة ديموغرافية لإسرائيل، وأن الوقت مناسب للتخلص منها حاليا، إما بقيام دولة منفردة فى القطاع تقودها حماس، أو دفعها نحو مصر، وحينها لن يتعامل العالم مع إسرائيل كدولة محتلة. المخطط الإسرائيلى بدأ فى 2004 عندما اتبعت سياسة «الضم الزاحف»، ويهدف المخطط إلى إضافة 600 كيلومتر من شمال سيناء لقطاع غزة لبناء ميناء ومطار ومدينة يسكنها مليون فلسطينى، مقابل منح مصر 150 كيلومترا فى النقب الجنوبى، وتقديم مساعدات دولية، وفتح نفق يمر عبر إيلات لربط مصر بريا مع الأردن، فيما تمنح إسرائيل ما تريد من الضفة الغربية لاستقرار حدودها. هذا المخطط يعرفه الجميع، ويوافق عليه مكتب الإرشاد الذى لا يؤمن بالحدود الوطنية، ويطلق صبيته من المتشددين للتنديد بالجيش إذا عمل بالسياسة. الجيش عندما يغلق أو يغرق نفقا لا يتدخل فى السياسة، هو يقوم بواجبه الذى أقسم عليه، هو يقوم بضبط الحدود وفرض السيادة المصرية. لقد تعامل الإرهابيون الفلسطينيون منذ اندلاع الثورة مع مصر على أنها مستباحة، وأنهم انتصروا، وليتهم يتجهون بأفكارهم ومخططاتهم ونواياهم السيئة إلى عدوهم وعدونا الصهيونى، من أجل تحرير فلسطين، ويتعاملون مع الجيش المصرى باحترام يليق بتاريخه وتضحياته مع قضيتهم، وبدلا من ارتداء زى الضابط أو الجندى المصرى لإحداث فتنة فى الداخل، تسعد الخارجين على القانون فى المقطم، وتسعد تل أبيب وواشنطن، عليهم ألا يخسروا الشعب المصرى، وألا يراهنوا على الجماعة لأنها عابرة، وليعلموا أن المخطط الذى رسمه الصهاينة لهم على حسابنا.. لن يتم.