مع أنها أزمة مستمرة ومتواصلة وخطيرة، تبدو حكومة الدكتور هشام غير منتبهة لها، وتمارس حياتها بشكل طبيعى جدا. كأن هذه الطوابير والمعارك تجرى فى بلد آخر، وتبدو الحكومة غائبة عن المشهد، غير مشغولة بما يجرى من معارك ووقف حال، كأنها مشغولة ومتفرغة لشؤون أخرى.
وإذا تركنا الحكومة وقلنا إنها متفرغة لأعمال سفلية أو علوية، نجد مجلس الشورى هو الآخر خارج نطاق الخدمة، مع أنه مجلس يحمل مهمة التشريع والرقابة على أداء الحكومة، ويفترض أن ينشغل بما يجرى على أرض مصر من أزمات ومشكلات، ولا نعرف ما إذا كان المجلس الموقر يعيش معنا فى مصر الشقيقة أم أنه يعيش فى عالم آخر. وإذا لم ينشغل مجلس الشورى بقضية السولار والأزمة الطاحنة من حوله، فما هى القضايا التى يمكن أن تشغل بال المجلس، وهل تفصيل القوانين أهم عند المجلس من توفير السولار؟
طوابير السولار تسد شوارع العاصمة، وتغلق الطرق السريعة والفرعية، وتوقف أحوال الكثير من المواطنين، وتهدد موسم الحصاد والزراعة، وتقود إلى رفع أسعار النقل والانتقالات، وأصبح السائقون فى أماكن كثيرة يعملون يوما وينامون أمام محطات السولار يوما آخر.
بسبب السولار أصاب الشلل طرقات وشوارع القاهرة والمحافظات وتسبب فى قتل وحرق ومشاجرات، وسوق سوداء، الفلاحون يواجهون أزمات مزدوجة يعجزون عن رى أراضيهم أو مواصلة حصاد القمح والفول وهو على الأبواب، أى أن هناك تهديدا واضحا، ارتفاع السولار دفع سائقى الميكروباس لرفع الأجرة، ومع السولار ارتفعت أسعار النقل وبالتالى أسعار الخضار والفاكهة والسلع الثانية، وبالتالى إذا سألت عن سبب ارتفاع أسعار الجرجير سيرد السولار، والدجاج وخلافه، الأهم أن اللحوم والدواجن ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار العلف والمواد الخاصة والتدفئة.
الأزمة تتواصل وتتضاعف والحكومة تصرح بقرب انتهاء الأزمة، لكنها لا تنتهى. مرة يقولون إن الكميات المطروحة كافية وإن التهريب هو السبب يتهمون المهربين وتجار السوق السوداء بأنهم وراء الأزمة، ومع هذا لا يتم ضبط المهربين. ثم يقول بعض المسؤولين فى الحكومة إن التمويل ناقص ولا يوجد فلوس لاستيراد سولار، ثم لا نعرف ماذا فعلوا لحل هذه الأزمة، وهو أمر من صميم عمل الحكومة، والغريب واللافت للنظر أن رئيس الحكومة الدكتور هشام لا يبدو مهتما بالأزمة، ومشغول بالجولات والافتتاحات والمعارض، لدرجة أنه حرص على تجربة سيارة فى معرض القاهرة وتحدث عن جذب الاستثمار، ولا مانع من أن يركب سيارات أو دراجات، لكن عليه أن يخرج كرئيس للحكومة ليخاطب عشرات الآلاف ممن أوقف السولار أحوالهم، ويفترض أن يكون لديه اهتمام بهم مثل تجريب العربيات الجديدة، أو ركوب «العجل»..
هناك مشكلة تحتاج إلى حل وتعجز الدولة عن الحل ثم تطلب من المواطن المزنوق فى الطابور أن يمنحها فرصة بينما هى تنتزع منه كل الفرص والاحتمالات. كل هذه الأمور ترفع ضغط المواطن وتدفعه للعصبية فيتشاجر ويتخانق وينفعل، ويقع قتلى وجرحى وتتضاعف الخسائر، ورئيس الحكومة مشغول بركوب السيارات والعجل، ومجلس الشورى مشغول بالتفصيل.. ونقول سولار يقولوا احلبوه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
من هنا ورايح انا الملك والشعب والكل بالزمبلك -هات يا حبيبى الدولار قبل ما تسأل عن السولار
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر ابراهيم
الحكومة مش فاضية
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر ابراهيم
الحكومة مش فاضية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد راجح
سولار وتور
سولار غايب وتور حاضر احلبوه هههه حلوة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالحميد نورالدين
عليه العوض
بأزمة السولار ستنتهي مصر كلها
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عجبا يا قوم - وزيرى الداخليه والعدل يدافعان عن جماعه محظوره بموجب القانون والدستور
بدون