يجب أن نعترف جميعًا أن كل مظاهرة تهدف لحصار المواطنين أو المؤسسات العامة والخاصة هى نوع من «البلطجة»، وأن أول من سن هذه السنة هم الإخوان والسلفيون فى مصر، وكانت واقعة حصار المحكمة الدستورية» من جانب جماعات الإخوان والسلفيين هى البداية، ثم جاء الرد من بعض القوى السياسية فى مصر فلعبت نفس الدور، وظهر ذلك فى حصار هذه القوى السياسية لمقر جماعة الإخوان المسلمين فى المقطم، وهو الحصار الذى كاد أن يتسبب فى مجزرة، لولا رحمة الله بمصر، ويبدو أن التيارات السلفية والإخوانية خاصة جماعة حازم أبو إسماعيل أرادت أن تقول «نحن هنا» فبعد انسحاب القوى المدنية من حصارها لمقر الجماعة أعلنت هذه القوى أنها ستقوم بحصار «مدينة الإنتاج الإعلامى» تحت زعم أن الإعلام هو السبب وراء عمليات الهجوم على الرئيس الإخوانى، بالرغم من أن هذا يناقض الحقيقية، لأن سياسات مرسى هى السبب وراء حالة الانهيار الكامل لكل مؤسسات الدولة، وهى الحقيقة التى يجب أن يعلمها كل قيادات «الإخوان» التى مازالت تعتقد أن تدهور حال البلاد والعباد بفعل «خارجى» أو ما يعرف بالطرف الثالث، وهو الوهم بعينه، لأنه لا يوجد طرف ثالث ولا رابع، والحكاية كلها أن المواطن العادى أصيب بالصدمة بعد الفشل الذريع لمرسى وحكومة قنديل، وهو الفشل الذى مازال هو السبب الرئيسى فى اشتعال مصر. إذاً علينا أن نعترف أن فكرة «حصار المؤسسات» هى صناعة إخوانية وسلفية كاملة، وأن الشعب لم يتعود على مثل هذه الجرائم حتى فى ظل انهيار الدولة بعد انتفاضة يناير، ولهذا لم يكن غريبًا أن تقوم تيارات أخرى غير سلفية أو إخوانية باستخدام نفس الطريقة، ولم يكن غريباً أن يتم حصار مبنى مكتب الإرشاد بالمقطم، وعندما ترد الجماعات السلفية بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى فإن هذا ليس بجديد، ولكن الضحية هى الوطن والمواطن وهيبة الدولة التى داس عليها منذ اليوم الأول جماعة الإخوان و«حازمون» و«السلفيون» وغيرهم من التيارات الإسلامية التى استخدمت العنف منذ اليوم الأول من انتفاضة يناير، إذًا الإخوان أول من أهانوا الدولة وأضاعوا هيبتها وأشاعوا الفوضى فى كل أرجاء مصر، فلماذا يتباكون على كل هذه الفوضى ويزعمون أنها صناعة ليبرالية، وهى فى الأصل صناعة إخوانية وسلفية كاملة.
عبد الفتاح عبد المنعم
حصار المؤسسات صناعة إخوانية.. من هنا تضيع هيبة الدولة
الثلاثاء، 26 مارس 2013 03:06 م