قد تقتضى السياسة أن نعمل ما نكره حتى نصل لما نحب، وما نحب أن ترقى بلادنا إلى مصاف الدول الأكثر عدلا والأكثر أمنا، بل والأكثر رفاهية بإذن الله.
ما يحدث اليوم من فرقة ومن عدم قبول للحوار الوطنى، من جانب بعض القوى السياسية إلا بشروط غير مقبولة من الأطراف الداعين إليه -ومعهم كل الحق فلا شروط قبل الحوار- بالإضافة إلى ما يحدث من أعمال تخريب وغلق منشآت عامة وخاصة، وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس، وصولا إلى حجز الوزراء والموظفين العموم، كل هذا يقضى لفعل ما قد لا يرتضيه البعض، فماذا دهانا أن نفعل للوصول إلى ما نحب.. سيدى الرئيس لتفعل الآتى:
أولا: عليك بإقالة تلك الحكومة الرخوة الظالمة بضعفها، ولتتبع سنة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذى قال "خير لى أن أعزل كل يوم واليًا من أن أُبْقى ظالمًا ساعة نهار.. هذا مبدأ تعامل به عمر الفاروق رضى الله عنه مع ولاته، فقد أخذ الفاروق عهدا على نفسه ألا يُبْقِى واليا ولاه يكون غير نافع وغير منجز لأعماله يحتمل أن يكون فى وجوده ثمة ظلم لأحد المواطنين.
ثانيا: عليك أن ترمى الكرة بملعب جبهة الإنقاذ بدعوة السيد الدكتور محمد البرادعى والذى لا يقبل الجلوس على مائدة الحوار هو وجبهته، أقول ادعه أو أحد قادة جبهة الإنقاذ لتشكيل الحكومة بصلاحيات كاملة، والذى أزعم برفضهم العرض، ولننظر ماذا يفعل من يتولاها، فإن نجح، فنجاحه لمصر بأكملها، وإن رسب فليعرف كل منا حجمه الطبيعى، وليلزم بيته حينئذ، وإن رفضوا وهذا احتمال كبير، فعليك بتكليف شخصية وطنية عادلة وقوية للقيام بتشكيل الحكومة. وأرشح من جانبى الدكتور باسم عودة وزير التموين.
ثالثا: عليك سيدى الرئيس أن تطهر الداخلية من أبناء مبارك قاطبة، وأن تصدر تعليمات للداخلية والجيش بالتعامل بكل حزم وقوة مع المخربين والخارجين على القانون وضبطهم متلبسين ومحاكمتهم محاكمة عاجلة –وكله بالقانون- لردع كل من تسول له نفسه بتخريب البلد والمنشآت العامة والخاصة، بالإضافة لنشر قوات الأمن بجميع ربوع مصر ولاسيما الأحياء الشعبية لبث الأمن والطمأنينة لدى المواطنين.
رابعا: إعمال القانون مع القنوات والبرامج التى تحرض على التخريب وخرق النظام، تلك القنوات التى أثمرت وكبرت مليشيات البلاك بلوك، وغلق أى قناة تعمل على هذا، لردع أى قناة تحض على التخريب وبث الفوضى، ومن ثمّ إسقاط الدولة.
خامسا: مصارحة الشعب بالحقائق والتواصل معهم مباشرة، وبيان المؤامرات التى قلت إنها تدبر لهدم الوطن، وفضح القائمين بها والمدبرين لها، ولا تخشى فى الله لومة لائم، وإعلان رؤية واضحة تبين إلى أين أنت ذاهب بمصر.
سادسا: إعمال الفكر الإسلامى للانفتاح العالمى، وتحقيق التصالح مع الديمقراطية والقوة العلمانية الموجودة فى المجتمع، فالفكر الإسلامى نجح فى تركيا بشكل كبير، ذلك لأنه ابتعد عن المواعظ والشعارات الدينية، وركز فقط على ما ينفع الناس على الأرض.
سابعا: أخذ المشورة فى كل كبيرة وصغيرة، لأن الاستبداد يحرق ويعمل على تشويه الحاضر وموت وفقد المستقبل.
أخيرا: اتق الله وأخلص النية فى كل أعمالك، وحسبك قولة عمر الفاروق رضى الله عنه، "أخشى أن لو عثرت بغلة فى العراق أن يسألنى الله عنها "لم لم تمهد لها الطريق يا عمر؟".. والسلام.